هادي جلو مرعي
الخبر نشرته وسائل إعلام عدة، ولم يكن خفيا، أو إكتشافا غير مسبوق، ولكن عندما وصل الخطر الى البيت الإسرائيلي صار ممكنا التحقيق في الأمر، ومعرفة التفاصيل، والوقوف على الحقيقة التي بدأ البحث عنها من مكتب المدعي العام الذي امر بفتح التحقيق في مزاعم إستخدام نظام بيغاسوس في التجسس على أحد الإسرائيليين الذي يشتبه في ممارسته أنشطة مخالفة للقوانين، وتهدد الأمن القومي للكيان المحتل، ولكن ذلك لم يكن ممكنا في السابق عندما كانت شركات مدعومة من إسرائيل بتقديم تقنيات هذا البرنامج سيء الصيت لبعض الدول، والتي إستخدمته للتجسس على المعارضين، وإختراق أنظمة الهاتف المحمول، والحاسوب الشخصي.
الفرس المجنح هو الترجمة لكلمة بيغاسوس، وأظنه يشير الى حصان طروادة التاريخي الذي أستخدم كخدعة للدخول الى المدينة المعروفة بعد أن كانت عصية على تحالف مجموعات حاصرت المدينة العريقة بدعم من أثينا، حيث وضع عدد من الجنود الأشداء في قلب الفرس الخشبي الكبير الذي توهم الطرواديون إنه مجرد تسلية، ولم يتوقعوا إنه سيكون الوسيلة التي ستؤدي الى نهايتهم، وهزيمتهم النكراء، وسقوط مدينتهم، وهي قصة تحولت الى عبرة تاريخية صيغت في روايات، وكتب التاريخ، وتحولت الى أعمال سينمائية شهيرة، حتى إن الحصان الخشبي الذي أستخدم في الفيلم مايزال موجودا في تركيا، لكن المتابعات العلمية تشير الى إن الفرس المجنح هو مجموعة من النجوم، ويطلق عليها الكوكبة، أو المجرة القصية في الكون السحيق، وتتوهج في الظلام، وترصدها التلسكوبات.
الشرطة الإسرائيلية إستخدمت هذا النظام الألكتروني لمراقبة أحد مواطنيها، ولكن من غير المؤكد ماإذا كان البرنامج استخدم في قضية فردية، ولم يتسع ليكون في مراقبة آخرين في الداخل الإسرائيلي، أو في الخارج خاصة وإنه جزء من عملية واسعة حول العالم، وحقق شهرة واسعة، وهو نظام مبتكر وإستثنائي حيث يمكن من إختراق الهاتف النقال والحاسوب الشخصي للضحية للإطلاع على تفاصيل تتعلق بالمكالمات الهاتفبة، والوسائط كالصور والفديوات والمحادثات، وحتى المواقع الألكترونية التي زارها الضحية، ومن خلاله يمكن الوصول الى آخرين، والى عناوين أخرى، مايمكن من معرفة تفاصيل كثيرة تحاصر الهدف، وتضعفه، وتثبت لملاحقيه التهم التي يرغبون بإلصاقها فيه، وهذه المرة فإن العقرب يلدغ نفسه ولايتردد، ويتحول الى مشكلة في الداخل الإسرائيلي.