كتب / أحمد حسين ال جبر
** تحتاج الإنسانية الى تكاتف الجميع والعمل على توحيد الجهود بدل التجزئة والأنقسام بالعمل فالتجزئة والمحاصصة متعبة وتشتت الجهود وتربك النتائج المراد الوصول اليها ، وهذا في مصلحة الفاسدين والقتلة والمنتفعين دائما والمتصارعين على مصالحهم .
الاستقلالية في العمل بعيد عن تاثيرات أصحاب المصالح في كل البلاد التي يحدث فيها نزاعات وصراعات مسلحة ، لابد من العمل على تقريب وجهات النظر وتغليب مصلحة الوطن والمواطن ، وليس البحث عن المصالح الفئوية والشخصية والقومية الضيقة التي هي دائما تؤدي بالبلد الى النزاع وانتهاك حقوق وكرامة الإنسان ويحصل القتل والتشريد وتغيب البشر . كذلك فرض إرادات خارجية على حساب الإرادة الوطنية وتدخل الخارج بقضايا وطنية وكل حسب عملائه في الداخل سوف لن يقرب بل سيزيد المشاكل ، وحدة الصراع كون الإرادات مختلفة وكل يبحث عن مصلحته على حساب مصلحة الوطن والمواطن .
عمل المجموعات الموحدة الأهداف والاجندات هو الدور الأساسي في وقف كل الانتهاكات ، لأن الخلاف دائما مايكون سياسي ويؤطر دائما باطار ديني أو قومي أو حتى مناطقي ليقع النزاع بين الأفراد وكل حسب انتمائه وقوميته ودينه وحتى مذهبه كون الجميع يغيب عنهم الانتماء الوطني والولاء الذي تعمل السياسة والسياسين على تعميقه وتضعفه داخل النفوس لتحقيق مصالحهم الضيقة والفئوية والقومية على حساب المصالح العامة والقيم الإنسانية في الوطن والخاسر الأكبر هو الوطن والمواطن كونه سيبحث عن الولاء الضيق في نطاق مجموعة كان تكون حزب أو فئة قومية أو حتى عشائرية ، اذا علمنا أن كل جهة أصبحت تمتلك قناة اعلامية سواء كانت مرئية أو سمعية أو حتى ورقية ، وهنا لابد من التمييز بين الإعلام المرتبط بأجندة وهو الإعلام الذي يغطي الجوانب السلبية ويعمل حسب مصلحة المنتفعين وأصحاب الغايات التي تشتت الجهود ولاتوحدها ، وبين الإعلام الوطني الذي يحاول أن يوحد الرؤى والأفكار والأهداف لتجاوز المرحلة وهي مؤقتة ، لذا يقع الدور الكبير على الأفراد كون الخلاف السياسي لايعنيهم بشي ولايستطيع أن يؤثر بالوشائج الاخوية والعلاقات بين أفراد الوطن الواحد وهم الغالين دائما حين ينبذون هذه الأفكار ويعملون بيد واحدة بالمحبة والولاء الوطني والتضحية والايثار والتكافل والعمل المشترك الذي يتجاوز القومية والدين والمذهبية والفئوية كي تبنى البلدان وتعيش البلاد بسلام وانسانية .
هناك تجارب وقصص نجاح حدثت في العراق تبين نجاح التكاتف والتآزر بين أفراد الوطن وقد اثبتت نجاحها ، ومن خلالها كشفت زيف وإدعاء السياسين ، ومنها تراحم وتكافل المواطنين فيما بينهم خصوصا في مواجهة داعش وجائحة كورونا حيث اخذ الكرماء وأصحاب الأموال والإنسانية بتقديم الدعم اللازم لأفراد الجيش والقوات الأمنية والحشد الشعبي المقدس في سوح القتال والمواجهة لفلول داعش، وفي جائحة كورونا قاموا بتوزيع السلات الغذائية على الفقراء والمحتاجين من الأرامل واليتامى وأصحاب الأعمال اليومية ذات الأجر اليومي والتي انقطعت اجورهم بسبب الحجر الإجباري وتقطعت بهم السبل .
لذا من باب الإنسانية والدين والعلاقة الاجتماعية والوطنية لابد من العمل الجماعي الموحد بحب الوطن والولاء التام له بغض النظر عن السلوك المنحرف عن كل القيم والأخلاق للسياسيين لأن حجم الكارثة التي تحيط بالجميع كبيرة ولاينجو منها احد لان الوطن هو الغطاء للجميع وجميعهم يرحلون ونرحل ويبقى الوطن .