حسين أحمد الإمارة
(مامه سعده .رحمها الله )
هكذا كنا نناديها..
هي جارة لنا، وذي قربى لوالدتي.
في أكثر الأيام كنت أذهب لدارها عصراً أثناء قيامها بشوي الخبز ،لأجل الحصول على الحنونة .وأما خبز اللحم فإن له مكانة مميزة لن تغادر الذاكرة والحاضر.
وأما في حالة غيابي فإن حصتي مضمونة.
مشهد جلب انتباهي ،هو إنها في كل مرة كانت ترتدي ثوب فوق ثوبها عليه آثار العجين ، سألت والدتي فقالت ،هي حالة طبيعية من أجل المحافظة على نظافة الملابس من الإتساخ .
إضافة إلى أن الكثير منهن لا تملك ملابس إضافية ،بسبب الفقر لدى أغلب أفراد المجتمع،لذلك خصص ثوب ترتديه الخبازات أثناء أداء عملهن.
لطيفة أود الإشارة إليها..
قبل مدة أخبرني صديق عن تفاصيل لخطبة هو من كان حاضرها متعلقة بطرف ثاني، وقد تذكرت حالة مشابهة لهذه الخطبة هي…
في أحد الأيام حضر إلى دارنا جار لنا، وفتح حديث مع والدي حول موافقته أو رفضه لمن تقدم لخطبة إبنته.
حينها سألت والدتي عن سبب أخذ موافقة أبي بخطبة إبنتهم وما علاقتنا بالموضوع.
قالت لي إن هذه العائلة لا يعيش لها مولود، فإما أن يموت قبل الولادة أو بعدها، لذا التمسو من والدك طلب ،وهو أن يكون المولود الجديد من( بخته ) ويعتبر واحد من أولاده إن وافق بذلك.
وافق والدي على طلبهم ودعا الله أن يهبهم مولود صالحاً .
والحمد لله والشكر فقد حصلت الولادة على أتم وجه وعاش بإذنه تعالى وتوفيقه وزادها بثلاث مواليد من الذكور والإناث.
كَبُرتْ المولودة وتقدم أحد أبناء المحلة لخطبتها.
فأخبرهم والدها أن عليهم الذهاب إلى الحاج أبو صاحب (والدي ) وأخذ الموافقة منه، باعتبارها جائت للدنيا من بخته.
وفعلا تم الإتصال به وتناقشا في الموضوع والسؤال عن أخلاق المتقدم للخطبة وسيرته، بعدها حصلت الموافقة وتم الزواج على خير.
هذه الحالة كانت سائدة آنذاك ولازالت قائمة حالها حال بقية المعتقدات ألتي يؤمن بها الكثير من الناس .