منوعات

من الذاكرة الكربلائية ((مقام الإمام المهدي المنتظر. عليه السلام ))

 

 حسين أحمد الإمارة

أحد معالم مدينه كربلاء المقدسة هو مقام صاحب الشأن الإمام المهدي المنتظر عليه السلام.

يقع هذا المكان في محلة باب السلالمة على الضفة اليسرى من نهر الحسينية ويبعد عن الحرم الحسيني الشريف بحدود 700 متر.

تناقل بين أهل المدينة، أن الإمام شوهد وهو يقيم الصلاة على هذه البقعة من الأرض…ولا نعلم مدى صحة هذه الرواية،عندها بادر الجمع الخيرمن أهل المدينة ببناء مسجد تشريفا للإمام عليه السلام.

(نهر الحسينية)
بالنظر لعلاقة الموضوع ببعض نود أن نوضح للقارئ الكريم تاريخ شق النهر.

عند زيارته لمدينة كربلاء المقدسة أمر السلطان العثماني(سليمان القانوني )في أثناء حكمه بحدود عام (1535)م.باصدار فرمان يأمر فيه بشق النهر وايصاله إلى المدينة بعد أن كان يصل إلى منطقة (الگنطرة البيضة ) وقد سمي(نهر السليماني ) عندما أفتتح ثم تحول أسمه فيما بعد إلى (نهر الحسينية ) تكريماً وتشريفاً للإمام ، وقد تم التخطيط له وإنجازه على يد مهندسين اتراك مهرة في مجال شق الانهر .
فيما ذهب آخرون من المؤرخين، أن شق نهر الحسينية يعود إلى السلاطنة المغول (أرغون وابنه غازان ) في فترة حكمهم أواخر القرن الثاني عشر الميلادي .

كان شق النهر هو بسبب فيضان نهر الفرات والجداول المتفرعة منه ووصول الماء إلى المدينة وغمر طرقاتها وازقتها حتى يصل في اغلب الاحيان إلى الحائر الحسيني. مما دعاهم إلى السيطرة على جريان الماء، هذه من ناحية ومن ناحية أخرى هي من أجل انتفاع المزارعين الواقعة بساتينهم عند محيط المدينة وكذلك إيصاله الى سكان المدينة بشكل منتظم ودائم .

لقد تولت مجموعة من السادة الأكارم على عاتقها مسؤلية الإشراف على إدامة النهر والحفاظ عليه خوفا من طمره فيما بعد.

ساهم أهالي المدينة والفلاحين بتنظيف وكري النهر كل عام للحفاظ على انسيابية جريان الماء فيه. وقد أخبرني والدي أن جده (رحمهم الله )كان مشرفا على مجموعة من الفلاحين الذين ساهموا في كري النهر وتنظيفه.
استمر هذا النظام حتى ظهور المكائن التي تولت تنظيف النهر.

توضيح عن بناء ومحتوى المقام.

المقام مؤلف من غرفة (مصلى) أبعادها (5×5متر)تعلوها قبة طُليت باللون الأزرق.من الخارج وبجانب المصلى من جهة الجنوب توجد غرفة أبعادها (4×3متر) اتخذت مكانا للنساء لتأدية العبادات ،تجاورها غرفة صغيرة اتخذت مكان اقامة لخادم المقام وبجانبه نخلة باسقة تعانق السماء .
من الجهة الغربية للمصلى توجد باحة ترابية مكشوفة بجانب النهر تمتد لأكثر من عشرة أمتار وفيها شجرة اليوكالبتوز تمد الظل عليها.
في فصل الصيف عصراً ترش بالماء وبعدها تفرش بالحصران للتهيؤ لاقامة الصلاة .
كنا ندور ونعلب ونلهوا ببرائة الأطفال .

في الجهة الجنوبية للباحة توجد دار اتخذت في وقت ما معمل لإنتاج الدبس(بزارة )تعود إلى المرحوم محمد الحلوائي.. تحول فيما بعد دار سكن.

ومن جهة الشمال للمقام شُيد جسر من الحديد لعبور السابلة من العربات والدواب ووسائط النقل الصغيرة.
على الجهة اليمنى للجسر بني مخفر للشرطة (مركز ) من ضمن بستان سيد عيسى. بسبب مرور طريق (كربلاء- بغداد) من هذا الإتجاه مروراً بمنطقة عون وصولا إلى المسيب فبغداد .وقد هدم فيما بعد ….

( أسماء السادة الذين تولوا خدمة المقام )

تولى على إدارة وخدمة المقام كل من السادة. ..

1.السيد الهندي . الكشميري والد المرحوم حمزة .
2.السيد مهدي. أبو أيوب. ومعه الحاج محمد الصراف والد قارئ القرآن في العتبة الحسينية الحاج مصطفى.
3.السيد عبد الأمير(سيد ميري ).
4.الحاج محسن الخفاجي. أبو مكي.
5.الحاج عبد الكريم القرعاوي .
6.السيد نعمة الياسري. .

رحمهم الله جميعا …
لغاية عام 2003.
بعدها تولت العتبة العباسية المقدسة الإدارة والإشراف على المقام. .

في أوائل الخمسينات من القرن الماضي قام بتجديد المقام الحاج حمزة الخليل. رحمه الله. وفي السبعينات جرى عليه ترميم من قبل خدام المقام ومن أهل المدينة.

هُدم المقام بعد أحداث الانتفاضة الشعبانية وسوي بالأرض. وبعد عامين أو أكثر قام بضعة أشخاص من الميسورين من بغداد بالتبرع ببناء المقام وقد امتنعوا من ذكر أسمائهم لحساسية الموضوع . أضافة إلى مساهمة مجموعة من أهالي كربلاء الكرام بالمواد المطلوبة للبناء ومنهم من ساهم بالأموال .وقد قام السيد هادي الكواز بتذَهِيبْ محراب المقام من ماله الخاص .
أشرف وساهم بالتبرع على البناء مشكورا الحاج عباس بحر ببناءه بحلة جديدة…

بعد عام 2003 قامت العتبة العباسية بتوسعته وأضافة قاعات للصلاة والزيارة للرجال والنساء واظهاره بحلة جديدة لتسع اعداد الزائرين التي أخذت تتوافد على المقام ..

جزى الله كل من ساهم وسعى بإعادة بناء المقام خير الجزاء.

ذكريات.
مذ نعومة اضفارنا ولقرب الدار الذي ولدت فيه، لموقع المقام كانت لنا ذكريات جميلة وكانت لها التأثير الكبير في بناء شخصيتي كما هي لغيري برفقة أصدقاء من أهل المحلة الطيبين.

ففي أيام شعبان في ذكرى الولادة الميمونه للإمام الحجة. سلام الله عليه. في الخامس عشر من شهر شعبان. فكانت النسوة من جداتنا وامهاتنا من سكنة المحلة والمحلات المجاورة.( رحمهمن الله جميعا ،يجتمعن عند المقام عصرا لإحياء الذكرى المباركة وقراءة القرآن والزيارة وبعض الأشعار والبستات بحق أهل البيت عليهم السلام.
ومن ثم يقمن بتوزيع الطعام بأنواعه(الدولمة. الكبة. الكباب. خبز اللحم. )وكذلك تقديم الحلويات التي تعمل بالبيت.
ندور حولهن للحصول على ما جادت به ايدهن الكريمة .
عند الغروب يغادرن المكان الى بيوتهن..

في قاعة الصلاة يجتمع الرجال لقراءة الأدعية والزيارات ..

.جمعنا المكان في الطفولة والشباب مع أصدقاء المحلة وآخرين من أهل كربلاء الاصلاء الطيبين. .
لازلنا نشتاق لأيام جميلة راسخة في الذاكرة. .

نواب الإمام المهدي عليه السلام
ذكر الطبرسي في كتاب الاحتجاج ما نصه..
أربعة نواب( أبواب ) أختارهم الإمام للتبليغ عنه عند غيبتهِ .

أولهم: الشيخ الموثوق، عثمان بن سعيد العمري. ثم إبنه أبو جعفر محمد.
فلما مضى ،قام بذلك أبو القاسم، حسين بن روح النوبختي. فلما مضى قام مقامه، أبو الحسن علي بن محمد السمري. حتى مضى في النصف من شعبان عام 329هجرية.
فلما حان سفر أبي الحسن السمري من الدنيا وقرب أجله قيل له:
إلى من نوصي ؟
فأخرج إليهم توقيعاً نسختهُ ؛

بسم الله الرحمن الرحيم
( يا علي بن محمد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميت.
فاجمع امرك ولا توصي إلى أحد، فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا ( بعد إذن الله تعالى ذكره )، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً .
وسيأتي إلى شيعتي من يدعي المشاهدة: ألا فمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر )) ،
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى