طلال العامري يكتب: خطاب معنوّن إلى……؟
تابعنا وشاهدنا عديد الطروحات التي تزيّن الصحف والمواقع ومنصّات التواصل الاجتماعي بل قرأنا معظم الآراء والأفكار التي سطّرتها الأنامل الكريمة، سواء تلك النابعة من أفكاركم أو المنقولة بتصرّف بتأثيرٍ أو من دونه.. وبالمجمل كلها وجدناها تبحث عن حلٍ أو حلولٍ ناجعة لقضيتنا العراقية.. ولأننا مثلكم نتعلّم مما نراه ويحق لنا أن نعطي رأياً.. نخبركم بالذي وجدناه ونرجو الله صادقين أن يكون كذلك..
مصيبتنا في العراق تكمن بشيء واحد وهو “الدين” وهنا لا نقصد الإسلامي فقط، بل جميع الأديان والطوائف.. لو تمعّنتم بها وبمن يدير فصولها وتعاليمها لوجدتموها باتت أقوى من الدولة وقانون الدولة وهنا الخطر الذي أحاط بنا..
بحيث باتت أي طائفة تمتلك زمام الأمور هي من تريد التحكّم بالآخر بعيداً عن قوّة الدولة المتهالكة (لا تقولوا هذا غير موجود) لأنه موجود فعلاً وفقدان الثقة المتوارث واضح للعيان..
الحل في معضلتنا بسيط جداً ولكنه يحتاج لعمل كبير، كي يطبّق على أرض الواقع..
فصل الأديان والطوائف عن قانون الدولة ويكون القانون هو الأقوى للتعامل مع الجميع، حتى تستعيد الدولة هيبتها المفقودة أو التي أفقدها إياها من تلاعبوا بمفردات الدين وجعلوا منها مفاتيح لمغاليق كثيرة ما كنا نعلم بها..
ونضرب مثلاً لو سيطرت طائفة أو دين على مقاليد حكم في أي بقعة من الأرض.. كيف سينظر لها الطرف الآخر (أقلية) قطعاً سيعمل بالعكس منها وبشتى ما يتاح له.. لأنه سيعتقد بأن هناك من يعمل ضده بحسب تعاليم الدين أو الطائفة وهنا الخطر الأعظم الذي ينمّي الأحقاد الداخلية حتى تجد من يفجّرها أو يخرجها للعلن في وقت يصعب فيه السيطرة عليها و(حصل ذلك كثيراً عندنا)..
لو عدنا إلى قضية الأديان وندعوكم لمتابعة بعض الخطب أو الصلوات التي تعقبها أدعية يتلوها رجل الدين ونرددها نحن..
ألا تلاحظون معنا بأن هناك من يوجّه الأدعية ويتحدث بالويل والثبور من إخوة لنا بالوطن والا كيف سيأمن المسيحي مثلاً لنا وهو يسمع بالدعاء من منابرنا (اللهم عليك باليهود والنصارى) إلى بقية الدعاء..
هل نسينا قبل تشرذمنا المفروض علينا نتيجة بعض العقول كيف كنّا قبل سنوات.. ألم يكن المسيحي أخ لنا ولكم وكذلك الشيعي والسني وبقية الطوائف والأديان والقوميات..؟؟
ماذا جرى لنا (مجتمعون) حتى ابتلعنا الطعم حدّ الثمالة ومتى نستفيق، كي ينعم البلد الذي نعيش فيه بفسحة من الأمان المفقود..؟
الدول لا تكون قوية بأديانها، بل بقوانينها المحترمة وفرض هيبة الدولة التي تبقى وكل الحكومات والأديان معرّضة للزوال إن هي اتبعت سياسات التشدّد التي لابد لها أن تقيّد بقوة الدولة قبل هيمنتها المطلقة والتي لا خلاص منها، وما يحدث في العراق هو إحدى النتائج الحتمية لضعف الدولة أو (اضعافها) عمداً وهذا ما عمل عليه البعض ممن بات يتحكّم فينا كمجتمع من دون أن يعي بأن الوعي وصل حدّه وآن أوان الصحوة التي تكفل للجميع حقوقهم بقوة دولة وليس ديناً أو طائفة أو مذهب أو قومية..
قوة الأوطان بقوانينها وليس أديانها وحالما نصل لذلك (نفلح) بلملمة الأشلاء المبعثرة بعد عزل الصالح عن الطالح.. كن من تكون وتقلّد أو تسيّد سدّة الحكم ولكن إياك ثم إياك أن تنتقص مني أو من عراقيتي التي وجدت نفسي عليها حال فتحت عيناي على هذا العالم.. وحتى ديني أو مذهبي أو قوميتي لا بل أمي وأبي لم أختر أياً منهم بنفسي وإنما وجدتهم بالفطرة فكيف أحاسب على أيٍ منهم وهم ليسوا بذنوبٍ بل أقدار.. فهل أنتم مستعدون لتكونوا كبقية الدول التي ارتقت بعيداً عن الذي قلناه..
المشكلة ليست هذا يتبع دولة فلان أو ذاك ربيب (علان).. المشكلة الأكبر هي تنامي قدرات كثيرة على حساب قوّة الدولة وهنا (تهنا) ولم نعد نتلمّس طريق الصواب..
دمتم ولنا عودة إن شاء الله هذا إذا (ما صار شي)..!
زر الذهاب إلى الأعلى