الدكتور علي حسين يوسف
من يستمع لخطاب الرئيس الأمريكي الديمقراطي الجديد جو بايدن (تولد ١٩٤٢) الذي ألقاه قبل ساعات قليلة من الآن يلحظ بسهولة أن الرئيس استخدم ألفاظا أخلاقية كثيرة بل قد يلحظ أن الخطاب بمجمله قد اتكأ على تلك المفاهيم ، فقد ردد بايدن مرارا مفاهيم الخير والشر ضمن عبارات مثل : ضرورة التخلص من الشيطنة ، ونتمنى توفيقات الرب ومباركته للشعب الأمريكي ، ولا بد من تحقيق العدالة ، وضرورة الشعور بالأخوة الحقيقية بين القوميات والأديان ، وضرورة التضامن بين الأمريكيين ، والمساوة بين البيض والسود ، وأنه سيحكم الجميع ولا فرق عنده بين الزرق والحمر ، وضرورة ان نعمل من أجل الخير ، ولابد أن نشعر بالسمو ، ولا بد أن نستعيد الصورة المناسبة لأمريكا ، وأن أمريكا أمة عظيمة ، وإنها شعلة للعالم أجمع ، فضلا على المفاهيم الإنسانية التي توجه بها إلى زوجته وأولاده وزوجاتهم وأجداده وإصدقائه القدماء في مدينته .
إن ما تقدم يدل دلالة لا مراء فيها أن كلام الرئيس لا يخرج عن ثلاثة تأويلات أولها أن بايدن وبحكم تجربته العملية الطويلة في السياسة سيحكم أمريكا بعقلية الرئيس العاقل الحكيم المجرب فالرجل خبير قانوني وعضو قديم في لجنة القضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي ، أما التأويل الثاني فإننا نذهب به إلى أن الأمريكيين ومنهم بايدن قد سئموا عبثيات الرئيس السابق ترامب وشخصيته المتهتكة إلى حد كبير مما ولد عندهم نفورا بدا واضحا في المظاهرات التي خرجت ضده ، وقد يكون التأويل الثالث بخلاف ما ذكر فربما يكون بايدن خطيبا مفوها يعرف كيف يدغدغ مشاعر الناس وأنه لا يخلو من الخبث والمكر لا سيما إذا أخذنا بنظر الاعتبار صلافته وفجاجة حواره في مناظراته مع ترامب قبل الانتخابات ثم أن الرجل كان من دعاة فتنة تقسيم العراق وما معارضته للحرب ضد بلدنا عام ١٩٩١ إلا خوفا على جنوده ويجب أن لا ننسى أيضا أن بايدن كان وما زال من أشد مؤيدي السياسة الإسرائيلية .