فاطمة غانم جواد _ بغداد
بعد معاناةٍ وطنية مديدة متأثرة بالرئاسة الاميركية للرئيس السابق مستمرة لأربع سنوات على مدار مدة حكمه متمثلة بأوضاعٍ متشابكة من القرارات الرديئة المتخذة دون تخطيط أو تنظيم تستند على عشوائية الهدف التي أدت إلى نزاعاتٍ خارجية قبل ان تكون داخلية للبلد ، وخوفٌ عمّ البشرية من حدوث حربٍ عالمية نووية سيما بعد مهاجمة دونالد ترامب لزعيم كوريا الشمالية واطلاق التهديدات الامريكية بأنه يمتلك زراً نووياً كبيراً ، الأمر الذي زاد من خطورة وقوع الحرب النووية المدمرة.
مضيفاً لذلك إلغاء الاتفاقيات الدولية التي أضعفت الاقتصاد واشاعت التوترات مابين البلدان الأخرى، ولا ننسى محاربته المعلنة للدول المسلمة بما فيها العراق وإيران واليمن وليبيا والسودان ومنعهم من اللجوء أو السفر لأمريكا واصفاً المسلمين بالإرهابيين حسب قولهِ: حماية الأمة من دخول الارهابيين إلى الولايات المتحدة؛ في الوقت ذاته عمل على تحسين علاقته مع البلدان ذات الانظمة الديكتاتورية الشمولية، واعترافه الرسمي للقدس بأنها عاصمة لإسرائيل دليلٌ واضح على عدائه للإسلام والمسلمين ولن يكتفي الرئيس الأمريكي السابق بالتهديد والتأجيج للفتن بل تجاوز الحدود الجوية لسماء العراق متخذاً من طائراته وسيلة لصب الغضب العدائي على مواقعٍ عسكرية للحشد المقدس وما افتعله من إعتداءٍ غاشم نفذه القصف الجوي قرب مطار بغداد الدولي الذي زهق ارواحاً خلدتها الامجاد الوطنية ضد الزمر الإرهابية.
إستراتيجيةٌ واضحة لدمار البلد في احتكار اقتصاده العظيم المتمثل بالنفط المتسبب في شل الاقتصادات النوعية الأخرى المرتكزة عليه ونشر الارهاب بين اجندة البلد لبث العجز الحكومي الذي اخترق البلد بقطاعاته المتنوعة السياسية والاقتصادية والأمنية لجعله غير قادر على تدبير شؤونه دون الاعتماد على سياسة خارجية غاصبة للسيادة الوطنية لا تكتفي بفرض السيطرة والتدخل البعيد بل تمهد طريقها لعودة انتشار المحتل بين أزقة البلد وعلى ترابه وفي سمائه لتبرير الوجود الاميركي بذرائع كما الحال في الوجود السابق الذي كلف البلد دماء وشهداء لتطهير الأرض من دنس الأشرار .
مخاوفٌ جديدة سادت العقول الوطنية عقب فوز الرئيس الجديد جو بايدن بالرئاسة الاميركية في التفكير بالكيفية الادارية للقرارات الدُوليّة وماهيّت الاحداث القادمة التي تقف خلف تلك القرارات سيما بعد إعلان بايدن بقرار تقسيم العراق عند تسلمه الرئاسة الجديدة بذريعة “اللامركزية لعراقٍ موحد” من خلال جعل البلاد مقسماً لثلاث أقاليم: كردية شمالاً ، عربية سُنية وسطاً ، عربية شيعية جنوباً ، وتسلُم كل طائفة إدارة شؤونها الخاصة تاركة إدارة المصالح المشتركة للحكومة المركزية للبلد المُقسم، فالحكم الذاتي للعراق يجعل الوضع يزداد سوءاً وهذا ما يثير المخاوف الوطنية للقرار الخارجي من عودة الطائفية والجرائم المرتكبة التي تقف خلفها فبعد إن تم اخمادها جاء المقترح الخارجي يلوح بعودتها فلا شك إن الانقسام الوطني يمهد الطريق للانقسام الطائفي وعودة النزاعات والثغرات الاجرامية التي ستتزايد في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد من فشلٍ متكرر للإدارات السياسية التي لا تسيطر على بلدٍ موحد بشعب مناضل فكيف بأقاليم متفرقة بشعوبٍ متباينة طائفياً! .
هذا ما يثير خلافاً جديداً في تفكيك حدود البلد الجغرافية وإعادة تشكيلها بأقاليم من المتوقع أن تشهد الخلافات وتواجه الصراعات التي لا يدفع ثمنها الا الشعب العراقي المتوحد في العرق والدين، المواجه لاحتلالاتٍ خارجية غاصبة، المدافع عن الاقليات القومية، المناضل لدرء الإرهاب الخارجي قبل الداخلي ، فهذه الأرض التي ارتوت بدماءٍ زكية موحدة وروت امجاداً لا تضاهي فيها احد، تشهد اليوم مطامع جديدة متمثلة برئاسة خارجية جديدة مقدمة مغرياتها بإلغاء واحدة من القرارات السابقة المتمثلة بالسماح في فتح الطريق الجوي أمام استقبال العرب والمسلمين لتلتهم اللقمة الأكبر فيما بعد بالسيطرة التامة على عراقٍ مُهشَم سياسياً في وضع الخطط الاستراتيجية لبسط يد التحكم الخارجي ونشر الاحتلال الداخلي من جديد..