احمد حسين آل جبر
– على الرغم من المظاهرات الكثيرة التي خرج بها الشعب على الحكومات المتعاقبة على إدارة البلد والتي استلمت الحكم بعد الاحتلال الأمريكي وتغيير النظام ، لكن لثورة تشرين أثر في نفوس العراقيين وخصوصا مدن الوسط والجنوب التي تحملت وزر المظاهرات كما تحملت وزر مقاتلة داعش وأخواتها .
اسباب الانتفاضة واضحة للعيان وليست مخفية على احد فبعد سوء الخدمات المقدمة وعدم احترام المواطن وابتعاد جميع من يمثل هذه المحافظات عن الناس والنزول إلى المواطنين في الشارع ، والذين اوصلوهم إلى السلطة وسماع طلباتهم وشكاويهم وتلبية النزر القليل أو ذر الرماد في عيونهم حتى يكسبوا تاييدهم ودعمهم ازداد هؤلاء غباء في معالجة الأوضاع وجميع مايدلون فيه من تنظير في قنواتهم الفضائية بقى الهدف منه كسب عقول الجهال وهو أمر غير واقعي كون إن جميع ماقالوه أو تحدثوا فيه بقي على ألسنتهم حبرا على ورق وليس له في الواقع أثر ، كذلك ثراء أغلب الطبقة السياسية وهم معروفين للشعب وحالتهم المادية وبسببهم انتشرت ظاهرة الفساد المالي والإداري في جميع مفاصل الدولة وهم لايملكون مفاتيح مكافحتها كونهم المستفيد منها في أغلب الأحوال ، وكذلك المناكفات الإعلامية التي يستخدمها السياسين لتسقيط بعضهم للآخر وهي مفضوحة في نظر المواطنين ، كذلك نشوء جيل لايخشى احد تجاوز حائط الخوف الذي زرعه النظام السابق في عقول من عاش وعاصر ذلك النظام ولم يستطيع تغيير حاله بعد سقوطه ، ادت هذه الأسباب وغيرها الكثير إلى خروج الشعب في تظاهرات مليونية في المحافظات تطالب بالإصلاح وما أجملها حيث ترى الشباب والشيوخ الرجال والنساء من مختلف المستويات الفقير والغني والعالم والجاهل والموظف والعاطل عن العمل حتى الأطفال تراهم فيها ، مطالبين بإصلاح النظام لكن قصور الوعي وجهل الطبقة السياسية الحاكمة والمنتفعين من هذا الوضع البائس الذي يعيشه البلد وقفوا بالضد منها واعتقدوا أن بإمكانهم أن يتصدوا لها كونها قد هزت عرشهم ، خرج الكثير منهم من يطعن ويتهم هؤلاء المتظاهرين انهم ضد مشروعهم وكذلك الاستهتار في عدم الاستجابة للمطالب الحقة التي رفعها هؤلاء المتظاهرين وتصدوا لها بالسلاح الحي والقناصات وسقط العديد من الشياب منهم فداء للوطن والمطالب التي خرجوا من أجلها ، تجاهلت الطبقة السياسية وأعتقدت انها فورة شعب ستخف بعد أيام ولكن المفاجئة هي إصرار الشباب وعدم خوفهم من الاجراءات القاسية التي اتخذتها الحكومة السابقة في مواجهة طلباتهم وتجاهلهم ، والعنف المفرط وغير المبرر ضد المتظاهرين والتظاهر حق كفله الدستور للمواطن وهم الذين يتحدثون فيه ، فلم تتخذ الحكومة إجراءات إصلاحية ولم تسمع مطالب الجماهير ولم تحاسب الذين قاموا بقتل المتظاهرين بدم بارد ، الأمر الذي دعى المواطنين إلى الاعتصام المفتوح إلى حين تنفيذ مطالبهم ، شهدت ساحات التظاهر كثير من محاولات المنتفعين من النظام والوضع السائد والمنتفعين في البلد والمتضررين من مطالب المتظاهرين إلى محاولات تشويه المظاهرات من خلال دس بعض العناصر من الموالين لهم للقيام ببعض الإعمال التي تسيء وتشوه المطالب ونوعية الناس الذين شاركوا بالتظاهر العفوي لتحقيق الإصلاح وهذا واضح من الشعارات التي رفعها هؤلاء والاعمال التي يقومون بها وهي منبوذة من قبل المتظاهرين ، رغم ان الثورة قد ساهمت في إسقاط حكومة عادل واجبارها على تقديم الاستقالة والضغط باستلام رئاسة مجلس الوزراء من قبل شخص غير حزبي ، لكن لازالت المطالب غير متحققة كقانون انتخابات عادل ومنصف وانتخابات نزيهة قد تساهم في حل جزء من المشاكل وحل المعوقات الكثيرة التي وضعتها الطبقة السياسية في سبيل عدم نهوض العراق وتفضيلهم لمصالح احزابهم وكتلهم على المصلحة العامة للوطن والمواطن والعمل على محاسبة القتلة للمتظاهرين وتقديمهم للعدالة وغيرها الكثير لانطالب بمعحزة لكن العمل على تجاوز الأخطاء والأسباب جزء من الحل ، والشعب موجود لولا جائحة كورونا لكان الحال غير الحال .
اليوم تمر الذكرى السنوية لانطلاق ثورة تشرين ضد الفساد والفاسدين وطلب الإصلاح وقد تزامنت ذكراها مع ذكرى زيارة الأربعين للأمام الحسين عليه السلام قائد الإصلاح والذي يستمد منه الثورة والعزيمة والقوة في مجابهة الفاسدين والظالمين تحية لكل مواطن شريف خرج في هذه التظاهرات ولكل شهيد سقط في سبيل الإصلاح وتحية لكل ام وأب سقط ابنهما في ساحات التظاهر ولكل من قدم الدعم والمناصرة وشارك في اقلاق نوم العملاء والخونة واربك مخططاتهم أن مع العسر يسرا والعاقبة للمتقين .