سعد رزاق الاعرجي
– يوما بعد يوم يتساقط الرياضييون وتأفل النجوم ويأتي خريف العمر للرواد سريعا فيرحلون بهدوء وسلام وهكذا تدور أحداث المسلسل الذي يبدو طويلا ونحن نعيش الحلقة السابعة عشر منه .
سبعة عشرة عاما قالوا لنا فيها ان العراق سيكون جديدا نظيفا من الادران التي لحقت به طيلة الحقبة الماضية ؛ لكن الوضع لم يتغير بل اتخذ منحى آخر أصيبت بها الرياضة العراقية بكل العابها في مقتل فقد قيدت الأيدي وكممت الأفواه وانحرفنا عن الهدف المنشود والمراد ؛ صراع هنا وخلاف هناك وخزينة بلا أموال وفرقنا الرياضية لا تجد أموال المعسكرات الخارجية ولم تصبح المشاكل محلية فقد فضح أمرنا وأصبحنا مادة إعلامية تلوكها الألسن .
من ضمن الإخفاقات الكثيرة التي ارتكبها القائمون على الرياضة والمؤتمنون عليها هو تجاهل الرواد وعدم الإهتمام بهم وهم ثروة البلد وتاريخ بحد ذاته وهم من جعل اسم العراق مرعبا بين الدول ويحاول الجميع ان يتفاداه فكيف نجازي هؤلاء وكيف نشكركم ؟
ليس من الصعب على وزارة الشباب والرياضة او حتى الاولمبية والذي يقف على رأس الهرم فيها لاعبي كرة مشهورين ويعتبرون من الرواد ؛ ليس من الصعب أن يبادر أحدهم بإنشاء صندوق تكافل لإعانة الرياضيين المحتاجين من الرواد والشباب ؛ فالرياضي إنسان محترم يعيش بيننا وليس كل الرياضيين هم في بحبوحة من العيش الرغيد ؛ فهناك أجيال ظلمت ماديا وإعلاميا ومعنويا لأنها لم تدرك عالم الاحتراف والعقود الخيالية للاعبين كما الآن وهذه الأجيال هي من صنعت مجد الكرة العراقية أليس من الواجب ان نحافظ عليها عرفانا لانجازاتهم من خلال دعمهم ماديا عند الأزمات ؛ فاللاعب معرض للأزمات المادية في اي وقت لأنه إنسان . هذا الصندوق ابسط إجراء ممكن عمله تجاه أبطال العراق في كل الالعاب .
تالمنا كثيرا في الحقيقة عندما سمعنا ان لاعبا كان يعتبر اسما لامعا في سفر الرياضة العراقي شهدت له الملاعب المحلية والعربية والدولية وهو اللاعب عادل خضير ؛ يطرق أبواب الاولمبية بحكم أن رئيسها كان زميلا له في المنتخب في عقد السبعينات لكن دون استجابة ؛ منظر مؤلم آخر يظهر فيه أحد اللاعبين على الفضائيات يناشد المسؤولين لمساعدته لإجراء عملية جراحية دون أذان صاغية وذلك اللاعب الذي لايقوى على جمع مبلغ التذاكر ليسافر للخارج للعلاج ؛ كلها لوحات حزينة ومؤلمة نذكرها بحزن وألم ؛؛ إلا تلاحظون أن ليس هناك لاعبا طلب المعونة يطرأ او بنية السفر للنزهة او الاستجمام بل معظم الرواد يعانون من الأمراض التي هي بحاجة لتداخل جراحي ورئيس الأولمبية يقول لمن يطلب المعونة ان الميزانية خاوية فمن اخواها ياحمودي ؟؟
للاسف فقدنا اناسا مهمين ومؤثرين على الحركة الرياضية في البلد فقدناهم بسبب قلة الاهتمام والتجاهل مما اصابهم بخيبة امل وانتكاسة نفسية أثرت على معنوياتهم فكانت سببا في وفاتهم فأحمد راضي وناظم شاكر هم ضحية الإهمال والتجاهل .
ان فكرة إنشاء الصندوق فكرة خيرة من صميم الدين الإسلامي يكون متاحا للجميع روادا وشباب كجزء من رد الجميل لانجازات هؤلاء الابطال في المحافل الدولية وياحبذا لو سمي باسم ( صندوق أحمد راضي لإعانة الرياضيين )
يقول رب العزة والجلالة ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) فهل من متعظ .