مقالات

بعد الضربة الإيرانية: تحوّل خليجي ودولي يعيدان رسم معادلة الصراع مع الكيان الغاصب

 أحمد الهنداوي 

الرد الإيراني أعاد ميزان القوة في الصراع، فلم يكن أحد يتوقع أن يكون بهذا الحجم والسرعة، وهذا كان سببًا في إعادة تقييم المواقف.

فرنسا التي قالت إنها سوف تساعد الكيان في الرد على الهجمات، تقول اليوم إن هجوم إسرائيل أجّل موعد إعلان الاعتراف بدولة فلسطين مع السعودية يوم 18 من الشهر الجاري في الأمم المتحدة.

أما ترامب فقد صرّح بأن على أحد أن يوقف جنون إيران !

الرد الإيراني لاقى ارتياحاً عراقياً بسبب وجود العمق العقائدي مع إيران من جانب ولأنه يعني الاخذ بثأر الشهيد المهندس وكل أبطال المقاومة الشيعية اللذين استشهدوا في جنوب لبنان من جانبٍ آخر ، والتي كان لاسرائيل دوراً قذراً في تصفيتهم .

الموقف الخليجي كان هذه المرة منحازًا للجانب الإيراني.

فقد أدانت المملكة العربية السعودية وقطر العدوان على إيران واعتبرته خرقًا للقانون الدولي ولسيادة إيران ، أما سلطنة عُمان، فقد أفتى المفتي فيها بوجوب الوقوف مع إيران ضد الكيان.

وهذه المواقف الخليجية المهمة لموقف إيران أعطت بُعدًا إعلاميًا للرد الإيراني بتخفيف الضغط الشعبي.

الجغرافيا أيضًا ساعدت في رسم هذه الصورة، فالكيان بحجم قضاء من أقاليم إيران، وهذه الصواريخ فرق الصوتية يصل تأثيرها إلى أبعد نقطة من أراضيه التي لا يتجاوز عرضها 80 كم وطولها 130 كم.

من يعيش في الكيان من المستوطنين أيضًا يساعدون عدوهم على الهزيمة، فليس في قاموسهم التضحية من أجل الوطن؛ لأن مبدأ العيش على هذه الأرض هو الغنيمة التي يغتصبونها من الموطن الفلسطيني الأصلي، فإذا فقدوا الغنيمة فلا مبرر للبقاء أو الدفاع عن شيء آخر.

المعارضة في الكيان أحد عوامل الهزيمة، لأنها ترى أن هذه الحكومة تعمل على إزالة الوجود اليهودي في أرض فلسطين بخلق العداء الشعبي الإسلامي والعربي، مقابل الرضى الحكومي للدول العربية باعتبار التطبيع معهم نصرًا لحكومة نتنياهو.

أما نتنياهو وبن غفير وسمورتيش فهم يعملون لأنفسهم ، فإطالة الحرب وتوسيعها ضمانة لبقائهم في السلطة، في عملية هروب نحو القمة من الخسارة في الانتخابات، أو المحاكمات التي تجري داخل الكيان ضدهم، أو الملاحقات الدولية باعتبارهم مجرمي حرب ومطلوبين للعدالة الدولية.

لا أحد يلوم إيران على شكل ونوع الرد بعد العدوان غير القانوني على منشآت حيوية وقيادات رسمية وعلماء مدنيين.

وبذلك، لها كامل الشرعية في الدفاع عن نفسها ومصالحها ، وهذا ما استغلته إيران، وجعلت من الرد فرصة لإعادة صياغة ميزان القوة وإظهار ما لديها من قوة وإمكانية للوصول إلى أهداف تُجبر الجميع على إعادة النظر في تقييم قوتها.

الإعلام الإسرائيلي الذي أصابه الغرور وأطلق على نفسه “الأسد الصاعد” بناءً على روايات تاريخية دينية كاذبة من كتب دينية مزيفة، اليوم يصف نفسه بالضحية المسكينة المستضعَفة من قوى كبيرة تهدد وجوده في الحياة.

فأصبح “الأسد الصامد” بدل “الأسد الصاعد”.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى