محمد كنطار
في عصر الذكاء الاصطناعي، لم يعد كل ما نراه على الشاشة يعكس الحقيقة، فقد أصبحت الفيديوهات المزيفة عالية الدقة تنتشر بشكل يومي، تُظهر أشخاصاً يقولون أو يفعلون أمورا لم تحدث قط!
وهذه التقنية، المعروفة بـ “الفبركة”، أصبحت تشكل خطر وتُستخدم لأغراض عديدة، مثل تضليل الرأي العام او تشويه سمعة الأشخاص ونشر الفتن والأكاذيب داخل المجتمع وهي خطر مضاعف على المجتمع العراقي، وتشكل هذه الظاهرة تهديداً حقيقياً، خصوصاً في ظل تدني الثقافة التقنية لدى بعض فئات المجتمع.
إذا لم يتوجه أبناء المجتمع العراقي نحو تعزيز وعيهم الرقمي، فإننا قد نواجه كوارث مستقبلية، حيث من الضروري تكثيف الجهود في تحليل وفهم المحتوى المنشور وتحجيم التفاعل مع الفيديوهات والمنشورات المزيفة بالإضافة إلى توعية كبار السن والأميين بخطورة هذه الفيديوهات، وشرح الطريقة التي يتم بها استخدامها لأغراض خاطئة، كما إن تفاعلات غير الواعيين مع هذه المواد قد تؤدي إلى صراعات حقيقية، نحن في غنى عنها.
علينا قبل تصديق أو مشاركة أي فيديو ان نتحقق من المصدر والبحث عن تغطية للخبر من وسائل إعلام موثوقة، ونحذر من نشر كل ما يبهر فقد يكون مجرد خدعة متقنة وسط عصر الخداع التقني.
وعلينا الإيمان بأن الوعي الرقمي مسؤوليتنا جميعاً فلنتحد ونعبر إلى بر الأمان بسلام.
