مقالات

التمييز بين الإعلام والإعلان: ضرورة مهنية

فارس الحسناوي ـ رئيس التحرير 

من المهم التمييز بوضوح بين مفهومي الإعلام والإعلان، فهما وإن اشتركا في استخدام أدوات الاتصال الجماهيري، إلا أن غايتهما ومضامينهما تختلف جوهريًا.

الإعلام هو نشاط يهدف إلى نقل المعلومات والأخبار بدقة وموضوعية، ويتضمن الكتابة الصحفية، التقارير الاستقصائية، المقالات التحليلية، والحوار النقدي. 

 

وتقوم وظيفة الإعلام على خدمة المصلحة العامة، وكشف الحقائق، ومساءلة السلطة، وهو بذلك ركن أساسي في أي مجتمع ديمقراطي.

 

أما الإعلان، فهو شكل من أشكال الاتصال المدفوع، يهدف إلى الترويج لمنتجات أو خدمات، وقد لا يُشترط فيه الحياد أو الموضوعية، بل يقوم على الإقناع وجذب الانتباه باستخدام أساليب قد تكون مبالغًا فيها أحياناً مقابل ثمن . 

وبذلك، الهدف الأساسي للإعلان هو تجاري وربحي، لا إخباري أو توعوي بالضرورة.

للأسف، يلاحظ في الآونة الأخيرة خلط متزايد بين الدورين من قِبل بعض العاملين الجدد في الحقل الإعلامي، ممن يفتقرون للتكوين المهني السليم. فيروجون للمؤسسات أو الشخصيات من خلال تغطيات أقرب إلى الإعلانات منها إلى العمل الصحفي، مستخدمين أساليب المديح والتلميع على حساب النقد والمهنية. 

هذا الخلط يسيء إلى مهنة الإعلام ويقوّض ثقة الجمهور بها.

إن التمييز بين الإعلام والإعلان ليس ترفًا معرفيًا، بل ضرورة أخلاقية ومهنية، لضمان نزاهة المعلومة وصيانة دور الصحافة كسلطة رقابية مستقلة.

Oplus_131072

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى