نذير الموسوي
الإعلام الرقمي هو تسمية واسعة وكبيرة، وقد اختلف الكُتّاب في الفترة الأخيرة حول تسمية هذا المجال: الإعلام الرقمي، الإعلام الحديث، الإعلام التكنولوجي، وغيرها من التسميات. حتى الآن، لم يصل الباحثون والمختصون إلى اسم محدد لهذه التقنية. من الطبيعي أن تأخذ فلسفة ظهور الجديد في كل الاختصاصات فترة من الزمن. الإعلام الحديث لم ينضج بعد، والسبب أننا في تطور مستمر. لربما في المستقبل القريب، سوف يتم اعتماد هذه التسمية: الإعلام الرقمي.
تأتي هذه التسمية لتوضيح نقطة مهمة، وهي أن الإعلام الكلاسيكي يشمل الورقي، المسموع، والمقروء. أما اليوم، فالإعلام الرقمي يشمل وسائل التواصل الاجتماعي، الصفحات وغيرها، التي بدأت تسيطر على الساحة. كما نعلم، فقدت الإذاعة مساحة كبيرة مع ظهور الصحافة، ومع ظهور التلفزيون تقلصت مساحة الصحافة والإذاعة. واليوم، التقنيات الحديثة ووسائل التواصل أخذت مساحة واسعة من الإذاعة والتلفزيون.
أجرينا حواراً مع الدكتور محمد جمال الطيف، عميد كلية الإعلام في جامعة وارث الأنبياء، الذي تحدث عن تجربته الأكاديمية ورؤية الكلية المستقبلية.
“مسيرة أكاديمية متميزة “
“أنا الدكتور محمد جمال. تخرجت من كلية الآداب عام 2009 حاصلاً على شهادة البكالوريوس، ثم تابعت دراستي في مرحلة الماجستير بجامعة طهران، وأكملت الدكتوراه في الأدب المقارن بين الرواية والصحافة العربية والفارسية. شغلت منصب رئيس قسم الإعلام في جامعة وارث الأنبياء، وعملت سابقاً في جامعة كربلاء بكلية العلوم السياحية حيث توليت عدة مناصب. كما كنت رئيس الاتحاد الإذاعي والتلفزيوني في كربلاء المقدسة وعضواً فيه.
قدمت العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية عبر قناة وإذاعة كربلاء وإذاعة الطفوف، بالإضافة إلى العمل مع إذاعات مثل إذاعة طهران العربية. لدي حضور متميز في العمل الأكاديمي والإعلامي، ونشرت العديد من المقالات في الصحف والمجلات العربية والعراقية.”
“رؤية الكلية والخطط الاستراتيجية “
رؤية الكلية هي نتاج عمل جماعي؛ لا نعتمد على رأي شخص واحد، بل نضع خطة استراتيجية ورؤية مستقبلية كفريق متخصص. نركز على الجانب العملي لبناء شخصية الطالب، ونعمل على إنشاء منصات مثل البودكاست والمجلات الإلكترونية. هدفنا تخريج جيل حسيني بمفاهيم وطنية، مع التركيز على تنمية المهارات والمواهب.
“استحداث الدراسة المسائية في قسم الإعلام الرقمي “
فكرة استحداث الدراسة المسائية تهدف إلى توسيع فرص التعليم للطلاب الذين لا يستطيعون الالتحاق بالدراسة الصباحية بسبب التزاماتهم المهنية أو الشخصية. تم إعداد خطة دراسية متكاملة لتوفير بيئة تعليمية مرنة تساعدهم على التوفيق بين العمل والدراسة مع الحفاظ على الجودة الأكاديمية.
“المهارات المطلوبة لتأسيس جيل إعلامي رقمي “
التكنولوجيا اليوم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالإعلام الرقمي، لذا يجب أن يمتلك الإعلاميون مهارات تقنية متقدمة. في مناهج كلية الإعلام الرقمي، تتجاوز دروس (IT) نسبة 40%، وتشمل التصميم الجرافيكي وغيرها من المهارات التكنولوجية الموازية للإعلام الرقمي.
“الإعلام الرقمي وتأثيره على الرأي العام “
للإعلام الرقمي تأثير واضح في تشكيل الرأي العام، خاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، إنستغرام، وتويتر. هناك خوارزميات معقدة تتحكم في رفع وتوجيه الرأي العام. لذا، يجب على العاملين في الإعلام فهم هذه الخوارزميات لتحقيق التأثير المطلوب.
“بروتوكولات مع جامعات عراقية بشأن الإعلام الرقمي “
أبرمت كلية الإعلام اتفاقيات مع جامعات مثل جامعة ذي قار وجامعة بغداد، إضافة إلى شراكات مع مؤسسات إعلامية كقناة كربلاء، قسم الإعلام في العتبة الحسينية، وشبكة الإعلام العراقي، لتبادل الخبرات والمعرفة.
“التكنولوجيا الحديثة وفائدتها لطلبة الإعلام الرقمي “
نحث الطلبة على تعلم مهارات البرمجة والتصميم وصناعة المحتوى التفاعلي. التكنولوجيا الحديثة توفر فرصاً كبيرة للإبداع، مثل استخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز في صناعة القصص الإعلامية، مما يضيف بُعداً جديداً للتواصل الإعلامي.
“مشاريع مستقبلية لكلية الإعلام “
نعمل على تطوير مختبرات حديثة للإعلام الرقمي، وإطلاق منصة إعلامية يديرها الطلبة. كما نسعى لتوسيع الشراكات مع المؤسسات الإعلامية الدولية لتوفير فرص تدريبية للطلبة.
“خارطة طريق لدعم طلبة كلية الإعلام “
تعيين الثلاثة الأوائل يعد خطوة مهمة لدعم الطلبة. حصلنا على موافقات لتعيينهم في المؤسسات الإعلامية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، ونخطط لتقديم المزيد من الفرص النوعية مستقبلاً.
ختاماً : ماهي النصيحة التي تقدمها لطلبة الاعلام الرقمي ؟
الإعلامي الناجح يجب أن يكون صاحب رسالة واضحة وأهداف محددة. الإعلام الرقمي يلعب دوراً محورياً في توجيه الرأي العام، لذا أنصح الطلبة بضرورة التمسك بالمبادئ الإعلامية الأساسية ومواكبة التطور التكنولوجي المستمر.
