سعد رزاق الأعرجي
نعم… كان لابد من الفوز في هذه المباراة من أجل إعادة التوازن والثقة في نفوس اللاعبين، وبث روح التفاؤل في الشارع الرياضي العراقي. لقد كان هاجسًا مخيفًا ظل يطاردنا، خاصة بعد التعثر أمام الأردن وفقدان نقطتين ثمينتين. جاء الفوز على منتخب عمان في وقت مناسب وحساس، حيث كنا جميعًا بحاجة إليه لأسباب فرضت نفسها بقوة؛ مثل العودة إلى مركز الوصافة، الابتعاد عن المنافس الأردني بفارق نقطتين، وإشعال القلق لدى الكوريين بشأن فقدانهم الصدارة، خاصة بعد التعادل الذي فرضه المنتخب الفلسطيني عليهم. لذا، سيلعب الكوريون بكل قوتهم وإمكاناتهم أمام أي منتخب، وهذا بالطبع سيؤدي إلى إيقاف أقرب المنافسين والحد من طموحاتهم، مما يصب في مصلحة العراق ويقربنا أكثر من تحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم.
تشكيلة المنتخب العراقي في هذه المباراة كانت مختلفة عن سابقاتها. فقد هيمن المحترفون على التشكيلة، ونجحوا في إدارة المباراة بفضل أدائهم المتميز وتنفيذ تعليمات المدرب بحرفية عالية. كانت الخطة التكتيكية مختلفة بشكل جذري، وإن كان هناك بعض الأخطاء في التنفيذ، إلا أننا لم نشهد الكرات الطويلة الضائعة من الدفاع باتجاه الهجوم، وهي خطة فاشلة ويائسة كانت تكررت سابقًا. كما شاهدنا التعاون الجيد بين لاعبي خط الوسط في صناعة الهجمات، ولم تسجل أي سلبيات على خط الدفاع. كما أجاد الحارس أحمد باسل في التصدي للكرات، فكان بحق نصف الفريق.
في ذلك اليوم، خدمت كل الظروف العراق. فقد ساهم الإصرار الكويتي في إيقاف منتخب الأردن، الذي كان منتشيًا بعد تعادله مع العراق، مما دفع منتخبنا إلى المركز الثالث بفارق نقطتين عن الوصافة. كما قدم المنتخب الفلسطيني أداء رائعًا، حيث لعب بروح قتالية بيَّض بها وجه العرب، وأحرج المنتخب الكوري الجنوبي، ليوقفه عند النقطة الثالثة عشر.
كان لابد من اقتناص النقاط الثلاث بكل الوسائل في هذه المباراة، رغم أنها كانت دون الطموحات، لكن الهدف منها تحقق. والآن، نحن في انتظار مارس القادم حيث ستتضح ملامح المتأهلين بشكل جلي. إذا أمامنا أربعة أشهر، فماذا يجب أن نفعل؟
المطلوب أن يبقى المدرب في منصبه، وأن يتابع مجريات الدوري العراقي لاختيار الكفاءات المناسبة لضمها إلى المنتخب. كما يجب أن يستمر الدعم الحكومي المادي، ويضاعف الاتحاد دوره في تقديم الدعم المعنوي، لأن التأهل إلى كأس العالم هو مشروع دولة بأكملها.