متابعة/ الرأي العام العراقي
أعلنت عضو البرلمان الأذربيجاني السيدة جالا أحمدوفا ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع أرمينيا بشأن تسليم أربع قرى أذربيجانية يعد إنجازا مهما على الطريق نحو معاهدة السلام.
وبحسب البيان الثلاثي الموقع في ١٠ نوفمبر ٢٠٢٠، فقد تم اتخاذ قرار من القيادة العليا لكلا البلدين بسحب قوات حفظ السلام التابعة لروسيا الاتحادية المتمركزة مؤقتا في أراضي أذربيجان من منطقة كاراباخ الأذربيجانية. والسبب في ذلك هو تغير الحقائق الجيوسياسية في المنطقة وحقيقة أن قوات حفظ السلام لم تعد لها أي مهام. حيث أن انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من أذربيجان يعني أيضًا بداية مرحلة جديدة في تاريخ جنوب القوقاز.
في هذه الأيام، يعد التوصل إلى اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان بشأن إعادة أربع قرى في منطقة قازاخ التي احتلتها أرمينيا في أوائل التسعينيات هو النجاح المهم التالي الذي تم تحقيقه في اتجاه توقيع اتفاقية السلام. حيث إن العودة السلمية لأربع قرى في منطقة قازاخ الواقعة تحت احتلال أرمينيا دون إراقة دماء هي الإنجاز التالي لسياسة أذربيجان الخارجية بقيادة الرئيس إلهام علييف. وفي معرض حديثه عن هذه القضية، قال الرئيس إن الخطوة الأولى نحو تسوية قضايا ترسيم الحدود والتوصل إلى اتفاق سلام مع أرمينيا هي عودة القرى الأربع المحتلة. كما إن حقيقة إصدار عدد من الدول بيانات ترحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أرمينيا وأذربيجان في الأيام الأخيرة يدل على أن هذه القضية في مركز اهتمام العالم أجمع.
وإذا نظرنا إلى إنجازات أذربيجان في السنوات الأخيرة، فسنرى أن أمتنا تعيش الفترة الأكثر مجيدة في تاريخها بقيادة الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة إلهام علييف. ونتيجة للحرب الوطنية التي استمرت 44 يوما، أصبحت بلادنا دولة قوية استعادت سلامة أراضيها وسيادتها. إن الانسحاب المبكر لقوات حفظ السلام الروسية من أذربيجان يعني غياب أي قوة أجنبية على أراضي بلادنا، والنهاية الناجحة للعملية التي بدأت عام 2020 بالحرب الوطنية التي استمرت 44 يومًا.
إن حقيقة أن أرمينيا فهمت أخيراً الواقع ووافقت على عودة القرى الأربع لأذربيجان يمكن اعتبارها خطوة مهمة نحو تطبيع العلاقات. يظهر هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه نتيجة للاجتماع بين لجان ترسيم الحدود مرة أخرى أن أرمينيا وأذربيجان يمكنهما حل مشاكلهما في ظل ظروف التفاهم المتبادل. وهذا يشير إلى أن السلام والاستقرار سيتحققان قريباً في المنطقة إذا لم تتدخل في العملية قوى ودوائر خارجية لها مصالح في المنطقة. إن أذربيجان تريد السلام والهدوء، وليس الحرب. ونأمل أن تؤتي جهود أذربيجان لإقامة جوار ودي مع أرمينيا ثمارها وأن يتم قريبا توقيع معاهدة سلام بين البلدين.