سعد رزاق الأعرجي.
أن ماحدث قبل تكليف دولة قطر بتنظيم بطولة كأس العالم 2022، وماكان بعده، امر يدعوا لوقفة جادة للتفكير والتمعن، كيف استطاعت دولة عربية آسيوية ان تقدم ملفها لتنظيم اكبرالمسابقات الرياضية في العالم وان تنافس ملف بريطانيا بتاريخها وسلطانها وارضها التي لاتغيب الشمس عنها وصاحبة الحضوة الأكبر والتأييد في أوروبا وبدوريها الأول عالميا.
هذا ليس لسان حال العرب، فكل العرب يعلمون كيف حدث هذا السيناريو ويعلمون كذلك مافعلته قطر سواء بالسر او بالعلن من أجل نيل هذا الأمر،، وإنما اتحدث عن الدول الغربية ودول الأمريكيتين واعلامهما وكيف استقبلوا هذا الخبر وماذا أصابهم لحظة اعلان فوز قطر بتنظيم مونديال العالم بنسخته 22.
منذ ذلك اليوم وحتى يوم انطلاق صافرة البداية لأول مباراة،، لم تنفك وسائل الإعلام الغربية عن مهاجمة هذه الدولة سياسيا واقتصاديا وانسانيا وحتى من الجانب الديني، فدخلت قطر في تحد خطير لم يقتصر على الإعلام الذي شوه صورة هذه الدولة وحتى دول المنطقة بأسرها كون قطر ليس لها حضورا تاريخيا عميقا وحضارة يمكن أن تشفع لها،، فالمواطن الغربي يجهل حقيقة هذه الدولة المغمورة تاريخيا والمأخوذة بجريرة بعض الدول العربية التي طالها الإرهاب ويصفها الإعلام لهم بانهم بدو مازالوا يتخذون من الخيم بيوتا لهم ومازالو يتمسكون بالعصبية القبلية،، بالإضافة لدور الاعلام، فإن هناك تصرفات لسياسيين خرجت عن المألوف وعن الأعراف الدولية بتصريحات خطيرة تهدد أمن قطر وحرية المسافرين وحتى الوفود المشاركة في المونديال.
لقد بلغ الامتعاض والتذمر إلى حد لايوصف، حيث تبنت وسائل الإعلام الغربية مبدأ تظليل الرأي العام ومحاولة زرع الحقد والضغينة في نفس كل مواطن، بالإضافة إلى إثارة مسألة التطرف الإسلامي في المنطقة وقد استغلت وسائل الإعلام هذه موجة الترويج لحقوق المثليين والتي تلقى قبولا في مختلف دول العالم، فحاولت استغلالها مدعية ان العرب عامة يمنعون هكذا شعارات وهم بذلك يقمعون الحريات.
ومن الأمور الأخرى التي اثيرت مسألة حقوق عمال الشركات الأجنبية العاملة في قطر وكيف يتم معاملتهم ومايعانون من كبت للحريات والحقوق. لكن كل ماتقدم كان هواء في شبك وباءت كل المحاولات بالفشل ولم تلق ترحيبا دوليا من خلال تدخل واضح ودعم كبير ومؤثر من سياسيين اوربيين ومسـؤولين في مجال الرياضة فندوا هذه الادعاءات ودعموا ملف قطر حتى النهاية.
في العشرين من تشرين الثاني انطلقت البطولة بكل ثقة وأمان ولم يحدث شيء،، وهنا انتقلت الحرب الكيدية إلى ساحة المعركة وبدأت المواجهة على الأراضي القطرية،، بعض الساسة والمسؤولين في بلدانهم حضروا دولة قطر بحجة دعم منتخباتهم وحضور حفل الافتتاح،، لكن الهدف كان غير برئ، منهم من روج للمثلية الممسوخة ومنهم وعلى مستوى منتخبات اشتركت في هذه الحرب من خلال التلويح باشارات وعبارات تدعوا للفتنة والاستغراب.
الحق كل الحق ان البطولة نجحت بكل المقاييس، بل ارسلت رسائل لكل دول العالم المغيبة عقولهم والمغرر بهم من خلال الحضور الجماهيري الكبير ولكل الجنسيات والاديان والاعراق،، فلم يتشاجر الياباني مع السعودي ولا الأمريكي مع الإيراني ورأيت إحدى الشابات الكرواتيات تأخذ سيلفي مع رجل قطري ورجل مكسيكي يرتدي العقال العربي فرحا، هذا هو الإنسان في كل دول العالم .
لقد نجحت قطر في التنظيم واذهلت العالم بالبنى التحتية فكانت بحق بطولة مختلفة في كل شيء