محمد رشيد السامرائي
في ظل التطور الحاصل للتكنلوجيا عموماً والانترنت خصوصاً ، حيث تظهر لنا جرائم حديثة في هذا المجال ومنها جرائم الأمن المعلوماتية والالكترونية وغيرها من الجرائم التي يكون للأنترنت دوراً مهم في بيعها وترويجها وخير مثال لتلك الجرائم المخدرات ، والتي تعتبر سلاحًا فتاكٍ يفتك في المجتمع إذ تنتشر تجارة المخدرات وتعاطيها في معظم المجتمعات المتقدمة والنامية على حداً سواء ، والتي تستهدف شرائح المجتمع عامة والشباب خاصة، ومن سلبيات التقدم العلمي والتكنلوجي والتقني المعاصر الذي نتج عن زيادة أنواع المواد المخدرة والمؤثرات العقلية واستنباط أنواع جديدة منها ، مما أدى الى أتساع دائرة التعاطي والإدمان ، وأصبحت مشكلة المخدرات أهم المشاكل التي تتصدى لها المجتمعات ، سواء في اطار منظمة الأمم المتحدة او في إطار المنظمات الدولية والأقليمية ، وتحمل المخدرات أنواع واشكال عديدة منها النباتية والكيميائية ،الا أن في الاونه الاخيرة ظهر نوع جديد الا وهو المخدرات الرقمية او مايطلق عليها اصطلاحاً(Digital Drugs ) او (l Doser ) .وهي عبارة عن مقاطع نغمات صوتية يتم سماعها من المستخدم عبر مواقع الكترونية معينه، إذ تعتمد تقنية المخدرات الرقمية في التأثير من خلال بث ترددات معينة في أحد الاذنين وترددات أقل في الاذن الاخرى ، لتنتقل عبر حاسة السمع عكس أنواع المخدرات النباتية والكيميائية التي تعتمد على الحواس الاخرى ، وأن هذه الترددات الصوتية تتضمن ترددات ذات تأثير على كهربائية الدماغ ، مولدة شعور بالذة والنشوة تصاحبها تشنجات في جسد المستمع لهذه الترددات الصوتية ، وتكون ذات أستعمال مزدوج إذ تم أستعمالها في السابق كوسيلة للمعالجة النفسية في بعض المصحات ، وأن اول المستكشفين لهذه التقنية هو العالم الألماني الفيزيائي ( هينرش دون ) عام ١٨٣٩، وأستخدمت لاول مرة عام ١٩٧٠ لاغراض العلاج النفسي لمصابي بعض امراض الاكتئاب الذين لايستجيبو للعلاج في الادوية، وأن هذا النوع من المخدرات ليس له وجود مادي ملموس بحت ، وأنما هي عبارة عن ترددات تحدث تأثير يحاكي مفعول المخدرات الاخرى فهذا النوع من المخدرات هو افتراضي غير ملموس وأن كانت الترددات تنتقل عن طريق الأذن بوسائط مادية مثل سماعة الأذن ، وذهب بعض الاطباء المختصين أن مايسمى المخدرات الرقمية هي مجرد وهم يعتمد على مدى إمكانية المستخدم أو المتلقي له في قبول تأثيرها عليه، وبمعنى أخر مدى قابلية المتلقي بقبولة وبالتالي فإن هذا التأثير هو تأثير نفسي ، وفي دراسة للمعهد القومي الأمريكي لمكافحة المخدرات نشرتها صحيفة الواشنطن بوست عام ٢٠١٠ تؤكد عدم وجود أي بيانات علمية بشأن هذه الظاهرة ، وعلى الرغم من عدم ثبوت هذا النوع من المخدرات بشكل طبي قاطع ، إلا أن الحالات المؤشرة تؤكد خطورة هذه الظاهرة ، وسهولة انتشارها وانخفاض كلفة الحصول عليها وسرية تعاطيها ، حيث ابدى مكتب (أوكلاهما) للمخدرات والعقاقير الخطيرة قلقة في تأثير هذه الظاهرة على الاطفال والمراهقين ، اما من ناحية المسؤولية الجزائية عن التعاطي والترويج للمخدرات الرقمية لازالت بعيدة عن طائلة التجريم وذلك وفقاً لمبدأ قانونية التجريم والعقوبات او مايعرف بمبدأ ( لا جريمة ولا عقوبة الا بنص) ولا يمكن مساءلة متعاطي المخدرات الرقمية ولا المروجين لها لعدم وجود نص عقابي يجرم فعل الاستماع لهذا النوع من الترددات الصوتية ، وفي النهاية نوصي المشرع العراقي والمختصين في هذا المجال الى وضع دراسات وأبحاث طبية دقيقة لتحديد مدى التأثير العقلي والبدني والنفسي لمثل هذه الترددات على الانسان ووضع نص عقابي رادع للحد من انتشار هذا الموضوع مستقبلاً.