جليل عامر / لوكالة الرآي العام العراقي
بعد انقطاع التيار الكهربائي بالكامل في المدينة وضواحيها ، يعم الظلام الدامس على ارجائها ليلتبس السواد عند الغروب القلب النابض للعرب مما يجعل باريس الشرق قتام ، لم يكن هذا سبب ليجعل السائحين يعزفون عن زيارة تلك البلاد التي تلتهب وكأنها شعلة من البهجة والبهاء ، فبالرغم من انطفاء المصابيح تضيء بيروت بسكانها الذين لم ينطفئ لمعان بريقهم وسط هذه المأسي فمهما بلغ ظرفهم الزمني من صعوبة لكنهم اختارو حب الحياة ومواجهة الأزمات برونقهم الخاص ، ليكون هذا السبب هو دافع أساسي للمتعة لكل من يزور لبنان ويطلع على جمالها الخلاب ويستكشف محاورِها الآسرة بالجمال ، ألا أنَ هنالك امور بدأت تشكل خطر بسب هذا الانقطاع ، في صورة أنتشرت على مواقع التواصل الأجتماعي تبين لنا ان غياب الكهرباء في لبنان يعرض القطع الأثرية القديمة للخطر، فهناك حاجة للكهرباء للحفاظ على العديد من الكنوز الأثرية التي لا تقدر بثمن في متحف بيروت الوطني.ولا يضرب النقص الحاد في الطاقة الذي يعاني منه لبنان المنازل والمؤسسات الخاصة ، بل إنه يؤثر أيضا على المراكز الثقافية الكبرى ويعرض القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن للخطر. حيث شهد المتحف الوطني في بيروت انقطاعا للتيار الكهربائي أسوأ من المعتاد على مدار أسبوعين في أغسطس/آب، حيث لم يتلق سوى ساعة أو ساعتين يوميا من الكهرباء التي توفرها الدولة، مع عدم وجود أموال لوقود المولدات، لقطات ألتقطها احد السائحين الذين يظهرون وهم يشاهدون عجائب المتحف الأثرية بواسطة مصباح الهاتف المحمول، وأثارت جدلا على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت سائحة كانت التجربة متناقضة، لأن رؤية المتحف محجوبا تماما كان أمرا محزنا بالطبع – لقد كان تعبيرا مثاليا عن البلد بأكمله – ولكن في نفس الوقت، يجب أن أعترف أن الشعور بالتواجد في المتحف في هذا الموقف كان بطريقة ما ساحرا”.
وأضافت “لم يفرضوا علينا أو أي من الزائرين أي رسوم بسبب غياب الضوء” وأردفت “لقد منحتني الفرصة ليس فقط للاستمتاع بالمتحف بطريقة مختلفة، ولكن أيضا للحصول على فهم مثالي للوضع الحقيقي للبلد والاقتصاد ونظام الطاقة”.