سعد رزاق الأعرجي
أن زيادة القدرة الشرائية لدى العراقيين في السنوات الأخيرة وبحبوحة العيش التي تتمتع بها اغلب العوائل مع الانفتاح على كل شيء لمواكبة مايجري من تطور في مراحل الحياة، جعلت رغبة الفرد العراقي وخاصة شريحة الشباب لاقتناء السيارة ضرورة ملحة لتسيير أمورهم منهم طلبة الجامعات ومنهم أصحاب المشاريع وكذلك الأطباء والمهندسين الجدد.
أن معظم الشباب الذين يفكرون بشراء السيارات، لايجيدون قيادتها ولا حتى الميكانيك وأغلبهم من البنات، فالمهم لديهم هو التركيز على مبدأ الشراء اولا، وهنا تبرز الحاجة لتعلم السياقة وإتقان قيادتها في الطرقات ومعرفة ميكانيك السيارة واجزائها وكيف تعمل ومعرفة العلامات المرورية المنتشرة في الشوارع، فمن كان يجيد السياقة لم يواجه مشكله الا اذا كان غير مجازا رسميا من دوائر المرور، فتحل بالمراجعة والحصول على الاجازة ومن يتبنى والده هذا الأمر، فلا يواجه أيضا مشكلة، الا من كان لايملك هذا ولا ذاك فهنا تكمن المشكلة.
أن مشكلة تعلم السياقة تواجه شريحة السيدات اكثر من غيرهم لاعتبارات اسرية والواقع الذي نعيشه يجبر بناتنا على التقيد في الحركة والاختيار، لذا تلجأ العوائل إلى مكاتب خاصة لتعليم السياقة حيث أن بعض المكاتب الرسمية تتكفل بأخذ البنت من بيتها وتعيدها اليه بعد انتهاء الدرس، وهذا امر إيجابي وهو عين الصواب في ظل المخاطر التي نعيش،، لكن بعض المكاتب الوهمية استغلت الموقف وركبت الموجة وبدأت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لترويج اعلاناتها لاصطياد من يقع بحبائلها من خلال العروض الخيالية وسرعة التدريب.
سجلت عدة شكاوى من قبل المواطنين بحق المكاتب الوهمية التي قامت باستدراج عدد من الفتيات واستيفاء مبالغ نقدية مقابل تدريبهن لمدة 10 ايام، لكن الاتفاق يتغير لمجرد اخذ المبلغ ليكون يومان فقط ويدخل الطرفان في نزاع طويل والخاسر الوحيد هو المتدربات،، هذه الشكاوى اخذت بعين الاعتبار وشكلت مفارز في مناطق المدينة، رصدت سيارة تم الابلاغ عنها وكانت تقودها سيدة بعمر الأربعين وعند مواجهتها بالتهمة، نفت ذلك واكدت ان الفتاة التي معها هي صديقة لها، الأمر ايدته هذه الفتاة وطلبت من رجل المرور ان ينسحب واتهمته بالتحرش والا…!!
المشكلة هنا أن لادليل قطعي يمكن أن نبني عليه لتجريم هكذا حالة،، لذا فالحل الأنسب للشباب والشابات الذين يرومون تعلم قيادة السيارة ان يكون من خلال المكاتب المجازةرسميا من قبل دوائر المرور ويجب الاستعلام عن أي مكتب قبل الالتحاق به والتأكد من التعليمات والالتزامات والخدمات التي يوفرها للمدربين،، وبالتالي ستنكشف هذه المكاتب الوهمية ،، أن مديرية المرور تناشد الشباب والشابات وخاصة السيدات ان لاينخدعوا بهذه الإعلانات البراقة لأنها زائفة ولن تلبي طموحهم .