جليل عامر /وكالة الرأي العام العراقي
سابت الخطى ،وعصفت بنا رياح الحياة لنستهل المسيرة بالدخول الى عالم اخر ملتهب بالثقافات المتنوعة ،يأخذنا في غيبوبة من نوع اخر ،نتعرف من خلالها على هويتنا الثقافية التي أوشكت على الأندثار تجولنا بين اروقة هذا المرتع الثقافي الذي جمع بين عذوبة الفن وشغف المطالعة والفرشاة التي القت اهوالها لتعلق مثل هكذا لوحات فنية على جدران هذا الصرح الثقافي المتفرد ،والرجوع الى حقبة نادرة من الزمن عندما كان العراق وجهة سياحية استثنائية بشهادة كل من زاره في ذلك الوقت ،وعبر عن شعوره قائلاً :”كانت فترة سرمدية من الزمن”
كل مانستلهمه من جمالية هذا الدار اعمدتهُ امرأة أُمية لا تعرف إلا خمسة حروف فقط كانت كفيلة بأن تزرع بذورها وتصبر على اسى هبوب الريح وتبذل كل ما بوسعها من اجل اقتطاف ثمارها وحصدها لما زرعت ،لتضع ركائز وأركان مكتبة شمس الأمومة … كان للحديث محاور عدة مع صاحبة المكتبة سافرة جميل حافظ أنطلقنا بسفرة الحوار الشيق فحدثتنا عن شمس الأمومة التي تم تأسيسها منذ عامين لتكون ملتقى يضُم مؤلفات عدة من بينها الكتب العلمية ،الثقافية ،السياسية وغيرها حتى أصبحت أول مكتبة تفتح أبوبها لروادها بشكلٍ مجاني .
أسترسلت حافظ في حديثها المفُعم بخبرة سنين لتخبرنا عن مثابرة وكفاح والدتها الأمية التي سعت وافنت حياتها من أجل إنشاء هذه العائلة المثالية والنموذجية بثقافتها وفنها ؛حيث أكدت قائلة :”هذا هو دافعي الرئيسي لتحويل جزء من منزلي الى مكتبة تُعنى بشتى الفنون الأدبية والثقافية …، ليكون تحت مسمى (شمس الأمومة) حيث كلما وصلو اليه هذه العائلة السامية بفضل السيدة الأمية لتكون شمس مشرقة ومضيئة لثقافتهم البيتية ، وتحدثت سافرة عن اهمية الثقافة في بلدنا والعمل على زرعها بكل فرد من خلال التشجيع للأقبال على المنتديات الثقافية ، وقالت ان التشجيع يبدأ من الأهل ، فقالت “كانت امي تطرق علينا الباب تنظر لنا ونحن نقرأ فتقول لنا اقرو اقرو اقرو لو اعرف اقرة كان قريت مكتبات بغداد كلهة” بنبرة حزن قالت “هي شمسي كانت” ولذلك تم تسمية المكتبة بهذا الأسم ، لا تقتصر المكتبة فقط على الكتب بل على العديد من معالم الفترة الزمنية انذاك من اثاث ،ديكور ،اجهزة صوتية ،قطع اثرية ،آلات موسيقية وبساطة عصر بلغت الثقافة به اوج عظمتها ، في حس عالي امتزج به الفرح والحزن والضحكة قالت سافرة “بغداد يابلد الرشيد ، ومنارة المجد التليد ، آملة ان يعود المستوى الثقافي لكافة فئات المجتمع كما كان وأعظم ، ويبقى التساؤل هنا هل سنعود للماضي الأنيق ام اصبح حقبة من الزمن لن تعود ؟…..