كتب أحمد حسين ال جبر
ونحن خارجين في يوم من أيام تموز كي نملئ قناني الماء ماء آرو من محطة التصفية والتعبئة في وادي كربلاء القديم انا واولادي أخرجت السيارة من الكراج ووضع الاولاد قناني الماء في الجنطة وبدأنا نسير في الفرع الذي اسكن فيه ، وإذا ولدي حسين يقفز هذا استاذ حسام مدرس اللغة العربية يعمل بناء. ، نظرت إليه وإذا هو شاب في مقتبل العمر نحيف وطويل قلت لولدي حسين : هل هو مدرس ؟
اجابني ولدي : نعم ياوالدي لقد طبق عندنا في المتوسطة وهو مدرس جيد وذو أخلاق عالية وبدأ يسرد علي بعض من المواقف التي غرسها استاذ حسام في ذاكرته وزملائه التلاميذ خلال فترة التطبيق العملي المفروض على خريجي كلية التربية وكذلك خريجي معاهد المعلمين في المدارس وتأسف كثيرا لرؤية استاذ اللغة العربية عامل بناء ..
حاولت أن اهدئ من تأثره بهذا الموقف وان لايترك لديه اثرا وهو ذاهب إلى الصف الخامس علمي وأن لايؤثر على اندفاعه للذهاب إلى الكلية …
قلت له ابني أن حالة استاذ حسام ليس نادرة وإنما عادية كون التعين يتم وفق شروط ويمكن أن يكون منافسيه على درجات التعين أفضل منه حسب الشروط وهذه عمتك هي من العشرة الأوائل وخريجة عام 2003 وبمعدل 86.3 ولم تتعين لحد الان علما اننا قد قدمنا لها اكثر من عشرين معاملة ولم تنفع حتى قدمنا لها معاملات في مكتب وزير التربية ولم تنفع كلمن وحظه ابني..
حاولت أن أزيد سرعة السيارة وابعد عن البيت الذي يعمل فيه استاذ حسام عامل بناء …
ملخص لما تقدم كم وكم من هم بمثل حالة استاذ حسام طبعا كثير والأسباب كثيرة ومنها الفساد المالي والإداري والمحسوبية والواسطات ، وكذلك مخرجات التعليم العالي غير متناسبة مع حاجة سوق العمل وكذلك عدم وجود إرادة لدى الحكومات المتعاقبة على إدارة البلد في تطوير ودعم التعليم وتطبيق البحوث العلمية من خلال توفير المختبرات والارضية المناسبة لذلك ترى مثل حالة استاذ حسام الكثير مع الأسف الشديد في بلدي …