د.فرحان الطائي
يتنافس الناس في كل زمان ومكان على تولي المناصب الإدارية والرئاسية والقيادية وأهدافهم ومساعيهم في ذلك متنوعة بين العطاء والإصلاح وأخذ الناس إلى الأفضل وبين حب السيطرة أو الاستفادة من المنصب في تحقيق مكاسب معنوية أو مادية .
والمسؤولية هي شرف عظيم وعطاء كبير في خدمة الناس وإحساس عالي بالأمانة ورؤية واسعة وقدرات نافذة وبصيرة وقادة وقيادة حكيمة وروح مفعمة بالحب والرحمة والتسامح .
والمسؤولية فطرة أودعها الله في عباده وغريزة في أدائه وأن الإنسان لا يستقيم حاله ولا تطيب راحته ولا يشعر بالسعادة إلا إذا أخذ دوره ومكانه من المسؤولية العامة والخاصة الملقاة على عاتقه في جوانب حياته وأدارها بقيم وسلوك المسؤولية الإيجابية وابتعد عن القيم الدخيلة والمنفرة والظالمة في الجانب السلبي منها .
وإذا نظرنا في حركة تقدم المجتمعات البشرية وتفوقها وإبداعها وانسجامها على جميع المستويات العلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والرفاهية سوف نجد أن إحساس المسؤولية لديها عال جدا وأن سعيها من أجل الارتقاء بالإنسان ورفاهيته هو مصدر اهتمامها وأن استنهاض قيم المسؤولية في بناء الأجيال هو أهم استثماراتها .
أخيرا علمنا النبي الكريم محمد صلى الله عليه واله قاعدة أساسية ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته … ) ووجهنا إلى أن تكون المسؤولية هي العمود الفقري في حياة الناس وأن نتفاعل مع المسؤولية بمقدار الدور المطلوب منا والدور الذي نطمح للوصول إليه وأن ندرك أنه لا يُوجد أحدٌ بيننا ليس مسؤولا وإنما هو تكامل أدوار وتوزيع مهام من أجل هدف واحد هو سعادة الإنسان ورضا الله عز وجل .