حسين أحمد الامارة
من المذاهب ألتي ذكرناها آنفاً،خرجت ملل ونِحل عديدة سببها إزدياد عدد المجتهدين والمفسرين وأصحاب الرأي.
وخلف كل واحد منهم يسير الكثير ممن آمن بهم وصدق بما طرحوه من أفكار وآراء.
وكل ملة تدعي أحقية مذهبها وتعتبره الأصح من بين بقية المذاهب .
مما ولد نظرية التكفير والتفسيق، وهو ما أدى إلى إتهام بعضهم البعض، بالشرك والزندقة والكفر، حتى وصل الحال إلى القتل على الشبهات من بعض المتطرفين.
لقد أفتى كل من الغزالي والذهبي وإبن القيم الجوزي وابن تيمية بتكفير وهدر دم كل من يمتهن العلوم العقلية ألتي قد تتسبب في كفر المسلمين وأبتعادهم عن دينهم الحنيف!
وفي المقابل قام بعض المسلمين بحرق كتب ومؤلفات الغزالي وابن رشد والأصفهاني والفارابي والرازي وابن سينا والكندي بعد إصدار فتوى بهدر دمهم وإعلان تفكيرهم.
وكل هذا التصرف بسبب آرائهم المخالفة لعوام الناس ومن يقودهم.
وبات الإسلام متهماً بالدموية والعنف.
وهو ما أتاح للحاكم فرصة إستغلال المذهب لتمرير مصالحه لإدامة سلطانه.
وعلى الرغم من ذلك فقد تصدى لهذه المشكلة قلة من العلماء والمجتهدين المعتدلين، ولكن بدون جدوى لوجود الكم الهائل من الجهلة بدعم من مرتقي المنابر الذين تولوا على عاتقهم الأخذ بزمام الأمور وكسب ود الناس السذج والمغرر بهم، وهم يستمعون وينفذون بدون أي نقاش، وعليهم إتباع الإمام ولا يحق مخالفته والاعتراض عليه.
لقد إتسم قسم من هذه المذاهب والفرق بالتعصب والتطرف والتشدد.
ومنهم من آمن بالتناسخ والبداء، ومنهم من أعتقد بالتأويل والتفويض والتجسيم وبالحلول واستباحة المحرمات.
وكل يدعي الصواب وهم وحدهم يدخلون الجنة، وغيرهم على خطأ.
ومن خالفهم فهو مرتد مشرك ضال يستحق القتل ومصيره النار.
إنتشرت هذه المذاهب والفرق في أغلب الدول الإسلامية ولها أتباع تختلف نسبتهم من بلد لآخر..
المذاهب هي:
الإباضية- السبئية- الأشاعرة- الخوارج- الزيدية- البيانية- المنصورية- المفوضية- الحلولية- الحلمانية – المعتزلة- الهاشمية- الأبو أسلمية- الخطابية- الذمية- الشريعية- الحربية- الجناحية- المغيرية- الحفصية- الكاملية- البشرية- الحارثية- المقنعية- القرامطة- الراوندية- الهريرية- الزرامية- الباطنية- الجريائية- الكشفية- الرشتية- الإسماعيلية- العلوية- المزدكية -الكيسانية- القدرية- الدروز- البرهمية- البهائية- الشبك- المولوية- البكتاشية- البابية- القاديانية- الدهرية- النصيرية- العلي اللهية- التختية- الحطابون- الوهابية-
وغيرها مما فاتنا ذكرهم.
(عندما يخرج المذهب من قلوب الناس ليتربع على رؤوسهم….عندها يتجه للحفاظ على الحاكم)
المراجع..
*الإمام الصادق والمذاهب الاربعة- أسد حيدر.
*تاريخ الإسلام الثقافي والسياسي- صائب عبد الحميد.
*الكامل في التاريخ- إبن الأثير.
*الأديان والمذاهب في العراق- رشيد الخيون.