منوعات

كرامات الاولياء الصالحين:

 

صاحب الشريفي

في مساء هادئ وجميل وجو ربيعي رائع يحمل بين طياته نسمة من الهواء العليل التي تنعش الروح وتشفي عليل النفس كان لنا لقاء طيب وممتع جمعنا مع الاحبة الاعزاء كل من المستشار المهندس السيد مدحت خضير الموسوي واللواء المتقاعد صبيح حيدر محمد والعقيد المتقاعد محمد علي هادي وناس الشمري وكاتب السطور السيد صاحب الشريفي حيث تخلل اللقاء احاديث قدسية جميلة ورويات عن كرامات الاولياء الصالحين ومن هذه الروايات التي اعجبتنا وشدت مسامعنا والذي رواها وتحدث عنها المهندس السيد مدحت خضير بخصوص كرامة الولي الصالح لقمان الحكيم وكلنا آذان صاغية وهو يتحدث قائلاً:
انا سوف اروي لكم قصة ليست من نسج الخيال وانما قصة حقيقية حدثت مع أحد الاصدقاء وهو من سكنة الطارمية حيث كانت تربطني به علاقة وثيقة فذكر لي قصة مرض والده وهو شيخ من مشايخ الطارمية وسيد من السادة الاشراف، حيث عجز الأطباء عن علاجه فقد مكث في إحدى المستشفيات شهور عدة وقد أصيب بقرحة الفراش في أماكن عدة نتيجة طول مدة رقوده فيها حتى أصبح هزيلاً(جلد وعظم) حيث لم يدخل الطعام جوفه منذ أشهر، وظل على هذا الحال لكن بدون جدوى ونهايته قد اوشكت، لذلك نصحوا الأطباء اهله بنقله إلى داره حينما يحين الرحيل وهو وسط أهله وناسه، فعلا تم اخراجه من المشفى إلى داره ووضع في ديوان أخيه وهو شيخ معروف وصاحب ديوان كبير وقد هيئوا السرادق والخيم والكراسي تحسباً لاقامة مجلس الفاتحة، واخذ الأقارب واهل ديرته ينظرون إليه نظرة الوداع الأخير ووقتها تقدم عليه شخص مختل عقليا(منغولي) واقترب منه ونطق قائلاً: انقلوه إلى لقمان الحكيم فسمع والدهم المحتضر فقال إلى أبنائه انقلوني إلى لقمان الحكيم، طبعا اولاده عملوا بما قال والدهم فحملوه وذهبوا به الى مقبرة الشيخ محمد السكران الكائنة قرب ناحية الراشديه الحالية حيث مرقد (الولي الصالح) لقمان الحكيم.
لنتعرف قليلا عن الشيخ محمد السكران ومن هو؛ هو الشيخ محمد بن عبد العزيز بن أبي السعادات الملقب بالسكران، ويلقب ايضا بمحيي الدين، كنيته ابو الفقراء ونسبه الخالصي وهو من الاثرياء، ويقال انه من ذرية الامام الحسن(ع). وكان رجلا عابدا وزاهدا، ومات ودفن في هذه المقبرة التي تحمل اسمه، ويقع المرقد على تل اثري اسلامي يعود تاريخه الى اواسط القرن السابع الهجري.. محيط هذا التل 500 متر يحيط به النخيل والاشجار المثمرة.
نعود إلى قصتنا ومقبرة (الولي الصالح) لقمان الحكيم حيث نقل هذا الرجل العليل وزوجته ترافقه ووضع إلى جنب المرقد، وكان المرقد عبارة عن غرفة طينية بمساحة أربعة أمتار مربعة وفيها ضريحه ويقال ان غريمه (كمون) الذي تبارى معه ومات على اثرها هو الأخر دفن في هذه المقبرة.
واما الأولاد وبقيه اهله بقوا خارج المرقد ينتظرون النتيجة وبعد مرور ساعات ذهب احد الأولاد إلى المرقد ليتفقد حال والدهم ووالدتهم، فسألت الأم ولدها قائلة؛ (ولدي شلون المطر عندكم حنه يمنه رعد وبرق وزخ مطر) فقال الولد لاخوانه يمكن الحاجة اصابها بعض الشيء من المس والجنون
نتيجة الظلام الدامس ووحشة المكان. وبعد مرور عدة ساعات وهم ينتظرون واذا بوالدهم يخرج عليهم بطوله ماشياً على قدميه وقال لهم؛ يا اولادي هيا بنا إلى الدار وانا بحاجة إلى مزيد من الطعام لأنني جائع جداً !! فبهت الأولاد من هذا الموقف الغريب غير المتوقع بعد أن كان طريح الفراش لشهور عدة لا يقوى حتى على الكلام ولم يدخل جوفه أي طعام سوى المغذيات الطبية كما اسلفنا واذا به يشافى ويعافى ويطلب منهم الاكل بهذه السرعة، أنها حقا معجزة التي سخرها العزيز الجليل اليهم من خلال هذا الرجل المختل عقلياً (المنغولي) والذي تحقق قوله.
وعاش الرجل العليل بعدها حياة طبيعية وبصحة كاملة لمدة أربعة عشرة عاماً حتى وافته المنية. بعدها أولى احد اولاده
اهتمامه بتعمير وتبليط وانارة هذه المقبرة واعادة بناء وتشيدّ ضريح (الولي الصالح) لقمان الحكيم، بعد ان كانت هذه المقبرة مهجورة ومهملة ومكاناً للنفايات والممارسات غير الاخلاقية.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى