صاحب الشريفي
العلماء الألمان يتعلّمون من النمل تقنية الاتصال الذكي..
إن زحمت المواصلات تسبب هدر للوقت واستهلاك زائد للوقود مما يكلف العالم مئات المليارات من الدولارات سنوياً، ولايجاد افضل وأحدث طريقة لحل المشكلة هي تقنية الاتصال الذكي التي يستخدمها النمل!!! لنطلع معاً…
إن الإنسان كان وما يزال يتعلم من المخلوقات ما حوله، وهذه المخلوقات قد سخَّرها الله لنا لنتعلم منها ونتفكَّر في خلقها التي انعم الله بها علينا، يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13].
فقد اكتشف العلماء مؤخراً بان النظام المروري المتطور لدى النمل هو الذي يحل هذه المعضلة، حيث لاحظوا أن النمل يتمتع بقدرة فائقة على التحكم بالطرق التي يسلكها ويختار دائماً أفضل الطرق وأقصرها وأقلها ازدحاماً وأكثر أمناً، لان النمل مثل البشر يكره الاختناقات المرورية ويستخدم طرقاً بديلة للابتعاد عنها.
وقد أجريت مؤخراً في ألمانيا تجربة “تقنية الاتصال الذكي” التي تمكّن من تبادل المعلومات بين السيارات بواسطة الإنترنت اللاسلكي، والتقنية الجديدة التي تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي من شأنها أن تحل مشكلة الاختناقات المرورية وتحسن الأمان.
إن مشروع تقينه الاتصال الذكي بين السيارات سوف يعالج الاختناقات المرورية التي تعاني منها المدن المزدحمة، كما أنه من المتوقع أن يحدّ من الحوادث ويحسّن بصورة هائلة من الآمان على الطرق.
ياليت أن يحذو أصحاب الشأن في بلدنا الحبيب حذوهم حتى نتجنب ما يحصل من اختناقات مرورية التي تسببها القطوعات المفاجئة لمستعملي الطريق والتي لا يعلم بها قائدي المركبات الا بعد وصولهم إلى مكان القطع مما يضطرهم للعودة من حيث أتوا وأحياناً تكون المسافة التي يقطعونها تصل الى عشرات الكيلومترات وهذا يسبب مضيعة للوقت واستهلاك زائد في الوقود إضافة إلى حالة الفوضى والارباك التي تتخللها هذه العملية فكان من الأجدر أن يبلغ قائدي المركبات قبل دخول الطريق الذي حصل فيه القطع أو الحادث من خلال استخدام تقنية الاتصال الذكي، وهذا ينطبق أيضا على شوارعنا الداخلية والتي شهدت زخماً مرورياً الذي لا يتناسب والازدياد الحاصل في عدد المركبات وتخطيط غير جيد مع غياب السيطرة النوعية وشبكة طرق فقيرة.
ومن خلال متابعتنا إلى نشاطات المرور العامة اطلعنا على الاجراءات التي اتخذتها المرور العامة لمعالجة الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد والذي تطرق إليها الأخ اللواء عامر العزاوي مدير المرور العام الأسبق بخصوص العمل على تطبيق نطام المرور الذكي في تقاطعات وشوارع العاصمة من خلال منظومات الكترونية متكاملة وكاميرات مراقبة و أشارات مرور ضوئية تعمل بالتحسس التي تساهم على تصريف حركة السير والمرور وفق احجام المركبات والزخم المروري الا انها لم تكن بالمستوى المطلوب، على كل حال نتمنى ان يتحقق ذلك بتظافر الجهود الخيرة والحريصة على تحقيق السلامة العامة لبلدنا العزير ومواطنينا الطيبين.
نعود الى موضوعنا الاتصال الذكي، وهذه التقنية تعمل كالتالي: السيارة (B) تسير إلى الأمام لعدة كيلومترات وترسل معلومات إلى السيارة (A) عن وجود عائق على الطريق، مما يسمح لقائد السيارة (A) باختيار طريق بديل أو إبطاء سرعته.
والواقع أن هذه التقنية يمكن أن تصبح فعالة بشكل خاص في حالة الاختناقات المرورية أو الحوادث أو الطرق المغطاة بالكثبان الرملية. كما تستطيع ادارة مرور الطرق الخارجية إبلاغ السائقين عن الإغلاق المفاجئ لأحد الطرق أو بالطريق البديل الذي ينصح بأن يسلكوه أو بالحد الأقصى للسرعة.
وترسل هذه المعلومات إلى جهاز استقبال على الطريق المعين ثم يقوم الجهاز بدوره بتمريرها إلى السيارات المارة.
من أين تعلم النمل هذه التقنية الفائقة؟
يحاول العلماء اليوم معرفة السر في أن النمل يستخدم تقنية الاتصال الذكي، ويعالج المعلومات ويختار الطريق الأقصر والأقل ازدحاماً، بل ويعتبرون هذه التقنية لدى النمل لغزاً محيراً يصعب حله أو كشف أسراره! ولكننا كمسلمين نعتقد أن هذه النملة الصغيرة لا تسير بذاتها بل بقدرة الله تعالى الذي يوجهها كيف يشاء. فهو القائل: (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود: 56].
المصدر / موقع الكحيل للإعجاز العلمي