الدوحة: خاص/ طلال العامري
تواصل قطر جهودها لإبهار العالم بتشييد استاد راس أبو عبود، أول استاد قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ بطولات كأس العالم، إذ جرى تصميمه بطريقة فريدة مستخدمة في بنائه 974 من حاويات الشحن البحري ووحدات بناء قابلة للتفكيك.
وأوشكت أعمال بناء الاستاد على الانتهاء مع استلام جميع الحاويات وتركيبها، إضافة إلى استكمال بناء هيكل الاستاد الفولاذي، وتركيب 80% من مقاعد المشجعين، واستكمال أعمال السباكة والتشطيب وبعض الأعمال الميكانيكية والهندسية.
ومع قرب استكمال أعمال البناء في الاستاد والإعلان عن جاهزيته؛ أشار المهندس محمد العطوان، مدير مشروع استاد راس أبو عبود، إلى البدء في أعمال تطوير المنطقة المحيطة بالاستاد وقال: “سعداء بما نجحنا في إنجازه إلى الآن في مشوار بناء هذا الاستاد الفريد من نوعه، ونتطلع بكل حماس لإنهاء هذا المشروع والترحيب بالمشجعين من كافة أنحاء العالم خلال استضافة الاستاد منافسات المونديال المرتقب.”
وسيتيح هذا التصميم المبتكر إمكانية تفكيك الاستاد بالكامل بعد انتهاء منافسات البطولة، ليُعاد استخدام الكثير من أجزائه مثل حاويات الشحن البحري ومقاعد المشجعين والسقف في تطوير مشاريع وبناء منشآت رياضية وغير رياضية في قطر وخارجها.
ومن موقعه المميز على ساحل الخليج العربي؛ سيقف استاد راس أبو عبود شامخاً بإطلالته المبهرة على ناطحات السحاب في منطقة الخليج الغربي بالدوحة، ليترك بعد إسدال الستار على منافسات المونديال بصمة استثنائية مُجسداً جهود دولة قطر والتزامها بالاستدامة في كافة جوانب استضافة البطولة.
تصميم فريد باستخدام حاويات الشحن البحري القابلة للتفكيك
تدور فكرة تصميم استاد راس أبو عبود بهيكل مؤقت باستخدام حاويات شحن بحري حول ابتكار معايير جديدة لبناء استادات مستدامة تستضيف كبرى الفعاليات والأحداث الرياضية. وستتجلى أهمية هذا التصميم الفريد في مرحلة الإرث بعد إسدال الستار على منافسات المونديال، إذ من المخطط تفكيك الاستاد بالكامل ليعاد استخدام الحاويات في تطوير مشاريع رياضية وغير رياضية في قطر والعالم.
ويستلزم التصميم الذكي الذي يتميز به استاد راس أبو عبود استخدام مواد بناء أقل، وهو ما يُسهم في خفض تكلفة البناء وتقليل المدة الزمنية اللازمة لاستكمال أعمال الإنشاء.
وبفضل تصميمه الفريد وموقعه المميز المطل على ساحل الخليج، لا يقتضي بناء استاد راس أبو عبود استخدام تقنية التبريد كما هو الحال في الاستادات المونديالية الأخرى، وسيستمتع المشجعون بنسائم البحر أثناء حضورهم مباريات البطولة.
موقع الاستاد وجهة اجتماعية نابضة بعد مونديال 2022
استوحت شركة فينويك إيريبارن آركيتكتس تصميم هذه الأيقونة المونديالية من البيئة الساحلية التي تشتهر بها قطر، وموقع الاستاد القريب من ميناء الدوحة والمطل على مياه الخليج من جهة وأبراج الخليج الغربي من جهة أخرى.
ويمثل بناء استاد راس أبو عبود وتطوير المنطقة المحيطة المرحلة الأولى من مشروع متكامل يهدف إلى تحويل الواجهة البحرية إلى ميادين تستقطب الزوار للاستمتاع بمشاهدة المنظر الخلاب لمياه الخليج، وروعة بناء ناطحات السحاب على الجهة المقابلة في منطقة الخليج الغربي.
وبعد انتهاء منافسات مونديال 2022، سيستفيد سكان المناطق المحيطة بموقع الاستاد من مشروع اجتماعي يطلّ على الواجهة البحرية، إذ من المقرر تطوير موقع الاستاد وتحويله إلى حديقة عامة.
آفاق مستقبلية جديدة
لا تقتصر الرؤية وراء تشييد استاد راس أبو عبود على الإرث المادي الذي سيتركه بعد مونديال 2022، بل سيكون نموذجاً فريداً يُلهم مصممي الاستادات والدول التي تتطلع لاستضافة المونديال أو غيره من البطولات والفعاليات الرياضية الكبرى في المستقبل. ويقدم الاستاد للعالم دليلاً دامغاً على إمكانية بناء استاد مؤقت بتكلفة منخفضة، وتصميم مذهل، وفي زمن قياسي، واضعاً بذلك نموذجاً فريداً في مجال استضافة منافسات رياضية أكثر استدامة، وتولي اهتماماً بالغاً بالإرث.
ومنذ تقديم ملفها لتنظيم بطولة كأس العالم FIFA 2022، تعهدت دولة قطر باستضافة مونديال مستدام يقدم للعالم أجمع نموذجاً يُحتذى به في تنظيم واستضافة كبرى الفعاليات والبطولات الرياضية.
ومع اقترابها عاماً تلو الآخر من تنظيم أول نسخة من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، وضعت قطر نُصب عينيها الاستدامة باعتبارها ركيزة أساسية لاستضافة الحدث الرياضي الأبرز دولياً، مؤكدة حرصها على أن تترك البطولة إرثاً اجتماعياً وبيئياً واقتصادياً قيماً للأجيال القادمة، تماشياً مع أهداف التنمية الوطنية لدولة قطر، ورؤية الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وفي إطار جهودها المتواصلة على صعيد الاستدامة؛ أصدرت دولة قطر في يناير 2020، بالتعاون مع الفيفا وبطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢، استراتيجية الاستدامة لبطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢، لتعد أول استراتيجية للاستدامة في تاريخ المونديال يجري التخطيط لها وإعدادها بشكل مشترك بين الـفيفا والبلد المضيف والجهة المحلية المعنية بتنظيم البطولة.
يُذكر بأن استاد راس أبو عبود يبعد 10 كم عن وسط مدينة الدوحة، ومن المقرر أن يستضيف سبع مباريات في المونديال من مرحلة المجموعات حتى دور الستة عشر.