بقلم/ طلال العامري
كنت ماراً بالقرب من أحد الأماكن الرياضية (منتدى سابق للشباب) تمّت هيكلته، كي يحال فيما بعد إلى الاستثمار غير الرياضي.. قرأت على أحد حيطانه، الجملة المعهودة.. الرياضة (حب وطاعة وإحترام) و(نكسب الشباب لنضمن المستقبل) و(العقل السليم في الجسم السليم).. ذات الكلمات بقي أثر لها على حطام صالة (مدمّرة) ولم يختلف سوى الحروف، حيث وجدناها (معوجّة) فوق الحطام أو ممزّقة وتنتظر من يقوم بـ(تعديلها)..
ضحكت حتى فاضت الدموع من عينيّ ألماً وحسرة وقرفاً على ما كان وما أصبح عليه الحال..!
لا نتحدّث بلغة المتشائمين، هذا ما موجود واقعاً، وكذب كل من يقول عكس ذلك..!
رياضتنا لا تطاق بكل مفاصلها من الألف إلى الياء ومن يعترض نخبره ونقول.. هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين..!
ثم كيف سيصدق (معنا) الكاذب والمنافق والمرابي والغشاش والمزوّر ومثير المشاكل والمختلس والمتلاعب والباحث عن السفر والمتعة والدخول في غرف المساج المحلية أو الشرق آسيوية وكأنّه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب وهو (الكادح ابن الكادح) التلفان التعبان الشبعان بعد جوع..!
حال رياضتنا العراقية بات يصعب على الكافر ولكنه لا يصعب علينا، لأننا أشد كفراً ونفاقاً ودجلاً من كل الكفار الذين مرّوا في كل العصور.. والسبب فينا..
نحن من سمحنا بكل ما يحدث وسكتنا أو أسكتونا وحوّلونا إلى أناسٍ صاغرين (حبابين) وباصمين لهم بالـ(عشرة) منبطحين راجفين..!
يا ويلنا كم نحن مذنبون وخطايانا في الرياضة لن تجد من يغفرها بسبب تعدد الآلهة التي أوجدناها مع البعض ورحنا (ننفخ) فيها فكبرت أحجامها وتضاءلنا نحن حتى ابتلعت أغلبنا الغيلان (المنفوخة)..!!
كل ما نراه أو يراه غيرنا في مجتمعنا الرياضي ليس أكثر من زرق ورق يلفت الإنتباه ويسرق العيون لتنظر صوبه، وعندما نحاول التمعّن فيه بجديّةٍ سنصل إلى الألوان الحقيقية التي تشبه حملة عمليات (الصبغ) بديلة (البناء والاعمار) التي طالت كل وزارتنا ودوائرنا ومدارسنا وشوارعنا وأرصفتنا وأنديتنا وملاعبنا مع بداية سنة (2003) صعوداً والتي ستبقى هي أم النكبات بعد أن إعتقدناها ستصبح (للمساكين) فتح الفتوح وابتلعنا الطعم (خازوق) بل (خوازيق)..!
ما صرف على عمليات الصبغ والتزويق الكاذب وقتها فقط، كان يمكن له أن يبني أو ينهض ببلدان نامية ويخرجها من معطف العالم الثالث ويدفع بها إلى مصاف الدول المتقدمة ولكن….!
نعود لرياضتنا التي ما عادت تحتمل ولا تطاق بعد أن عشعش فيها من لا يدفعون الـ(صداق) شرعاً وتزوّجوها (بلا عقد) رغماً عنها وعنّا وعن أنوفنا وأنوف آبائنا وأجدادنا، ودخلوا بها (عنوة) بحضورنا ولم يرحموا ما كانت تحتفظ به من (عفّةٍ) باقية رغبنا التأسيس عليها لتتطهّر أكثر وترتقي، لا اباحتها لكل طالب متعة لتسقط ونسقط في أحضان (الواوية)..!
لا ننكر..
رياضتنا موجودة في الدستور وهي مكفولة للجميع (شكلاً)، لكنها ممنوعة عن الكل بسبب أفراد..!
حكومة أو (حكومات) لا تعي أو تعرف ماذا تريد منها ولها وبرلمان يداهن تحسباً لإنتخابات ومسؤولين يتاجرون بها وأحزاب تستغلها وحاملي أسلحة يجوبون في اروقتها مخترقين كل الحواجز التي لا تفتح إلا لهم (خوفاً)..!
قوانين عرجاء بائسة وحتى الصحيح فيها تم تخريبه لتعمّ الفوضى.. واختلط الحابل بالنابل وربطت الجرباء قرب الصحيحة ومن سلم من الجرب تحوّل إلى “حرباء” بقعاء يقفز هنا وهناك..!
لا تقولوا هذا غير صحيح.. فأنتم تعلمون مثلما نعلم وأكثر.. أغلبكم يداهنون وبالتراب يتمرّغون وبالـ(جلّاق) أو الدولار والدينار يتحركون.. ومن خاف انزوى مترقباً صولة جديدة، هذا إن سنحت له الفرصة إو ما بقي له من سنين العمر الجارية بسرعة كالطوفان..!
لمن سبوا الرياضة العراقية أو انقلبوا عليها نقول: طال الزمان أو قصر، كلكم بائسون وللأقدام التي تسير عليكم (مقبّلون) وتبّاً لنا (نحن) الناصحون لكوننا معظمنا سنتلاشى وننسحب (مدبرون) فارون ومن سيبقى منّا يصنّف من الضالين أو يوصم بأنّه من أصحاب البدع ويحق عليه إقامة الحدّ طبقاً لحديث رسولنا الأعظم صلى الله عليه وعلى أله وسلّم وهو القائل.. كل بدعة ضلالة وكل ضلالة بالنار، لذا هم سينفّذون أحكامهم، مستندين إلى الشرع الذي لا يلتزمون به، كونهم أحزاب وحركات إسلامية لا تقدر إلا على الفقير والمعروف أن الفقراء لا يدخلون الجنّة..!
سألني إبني يوماً وقال: بابا هل نحن العراقيون سندخل الجنّة؟
إحترت بالجواب، لأني أشعر بكوننا مظلومين دنيا وآخرة ومن إستطاع سرقة الأموال للذهاب للحج والعمرة ومسح (ذنوبه) لهو قادر على سلبنا (جنّتنا) التي نحلم بها ونسمع عنها والتي قيل أنّ فيها من الحور العين ما عين رأت ولا أذن سمعت..
فهل سيترك السياسيون وقادة الرياضة (لنا) نعمة الحلم بعد أن سرقوا منّا الواقع؟ الجواب يبقى حائراً.. ونحن (أنا) ونزولاً عند واقعنا، مستعد أن أضحي بالجنّة (الحقيقية) المسلوبة سلفاً مني، مقابل تحقيق (حلم) وهو.. أن يؤمّن لي أي (مسؤول) أو سياسي (إسلامي.. علماني) بطاقات السفر وتذاكر حضور مباريات نهائيات كأس العالم (2022) التي ستقام في قطر والأخيرة رغم صغرها كمساحة وسكان، إلا أنّها كبيرة اليوم بالتخطيط ولفت الأنظار ومن علّمناهم بالأمس سبقونا اليوم وجعلونا نحلم بالتواجد عندهم كضيوف واستحقوا ما حصدوه من مكانة وابداع لأنهم لاقحوا أفكارهم مع الجميع وحتى الذي أخذوه (تلاقحاً) دفعوا ثمنه بزيادة، لأنهم يؤمنون بتقدير العقول ومنح أصحابها ما يستحقون..!!
ترى هم راح نسمع من (يقول) هذا (أش ديحجي مو هاي) ملاعبنا (صارت) تحفة تسرّ الناظرين وفي الشتاء أبداً لا تتحوّل إلى (طين) وأننا سننظّم بطولة الخليج سنة (٢١٥٠) ويمكن له متابعتها من القبور..؟!
نجيبه.. هو حلم وليس (رؤية) فلا تخف يا هذا وعمر الأحلام لم تتحقق فلم الخوف يا مسؤول..!
تذكرت هذه الحكاية واجدها تنطبق على الواقع لذا أضعها هنا..
يقولون .. كان هناك “واوي” يمر بشكل يومي راكضاً من جانب الأسد ويقول له (شاتماً) طاح حظك..!
ويكرر المرور مرة ثانية وثالثة وأيضاًَ يقول له طاح حظك ويركض..!
ويمر رابعة ويعيدها على الأسد، والأخير ساكت لا يرد عليه..!
جاء النمر يوماً وجلس بقرب الأسد..
واذا بالواوي راكضاً ويصيح على الأسد “طاح حظك”..
النمر استغرب وسأل الأسد (ملك الغابة)..
ما به هذا الواوي..؟
أجاب: ما عليك به (لا تشغل فكرك) أتركه وخليه “يولي”..!
قال النمر : والله إذا مرّ بنا ثانية وأعاد تصرفه وتجاوز إلا أمسك به والعن والد والديه..!
“الواوي” دار وعاد مرة ثانية وهو يركض وصاح من جديد على الاسد “طاح حظك”..!
قفز النمر من مكانه وراح يركض خلف “الواوي”.
الواوي وجد مكانا ليختل بحفرة بوابتها واسعة لكن مخرجها ضيّق جداً.
النمر وقع بفخ الحفرة ولم يستطع أن يخرج منها مثل الواوي..!
الواوي “خبيث” فعل فعلته النكراء مع النمر (لا تسألوني عنها)..!
بعد ساعتين وجهد جهيد استطاع النمر الخروج من الحفرة وعاد وجلس قرب الأسد وسكت ولم يتكلّم بأي شيء..!
وجاء الواوي من جديد وهو يركض وصاح بعلو الصوت “طاح حظكما”..!
نظر الأسد صوب النمر وقال له: ها ؟ بس لا انت أيضاً أخذك لنفس الحفرة ووووو…؟
ما وصيكم ونعرف ان كلامنا هذا ربما أزعج بعض “الواويّة” من الذين سبق وفعلوا فعلتهم مع (المرتجفين) ويعتقدون أن كل الأسود يمكن الضحك عليها، علماً أن (مو كل أسد “أسد” ولا كل “نمر” نمر)..
لأسود هذه الأيام نقول.. ضعوا رؤوسكم بالحفرة وخلّ يصير بكم مثل ماصار بالنمر والأسد..! وطول حياتكم تبقون (طايحين حظ).. لأن تالي (الحفرة) معروف.. والواوي ينتظر..!
دمتم أخيار بلدي فقط وإن شاء الله لنا عودة إن سمحوا لنا (واوية آخر زمن) وما صار شي!!..