حسين أحمد الإمارة
خرج بمعية أصدقائه الطلبة مستنكرا ما يقع على أبناء جلدته، ماسكا كتبه المدرسية، طالقا صوته إلى الفضاء كي يُسمِعْ من يعنيه الأمر.
إنها فرصة لإثبات وجوده بين المتظاهرين وإيصال رسالته التي آمن بها.
جولة على طرقات المدينة ترافقها هتافات موحدة يصدح بها الجميع حتى وصلوا مركز السلطة.
وقف الجميع يرددون شعارات منددة بالوضع القائم في البلاد وما يعانيه شعبه الصابر ، مستنكرين صمت الأنظمة العربية من الإحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية.
في هذه الفترة قامت الشرطة بتطويق المتظاهرين وبدأت تلتقطهم واحداً تلو الآخر ،ومن هرب فقد نجى.
سيق الجميع إلى (مخفر) الشرطة لغرض كتابة أسمائهم وايداعهم في المعتقل ليوم غد لغرض عرضهم على قاضي التحقيق.
برودة المكان ونتانته مع كثرة العدد ،سبب مشكلة له ،فهو لازال طالب في المدرسة ولا طائل له بتحمل ما يجري عليه.
نداء من الحارس..
فلان بن فلان.
نعم أنا هنا…
تعال بابا أخذ هاي (الصرة ).
هي قطعة من القماش وضعت فيها جدته القليل من الطعام، مع بطانية بالية،فرشها وجلس عليها مع أصدقائه مجتمعين ،تناولوا ما فيها من طعام.
أرخى الليل سدوله وبدا الظلام يحيط بالمكان، مصباح واحد لا يكفي للإنارة .
سحب البطانية من الأرض والتحف بها مع صديقه.
تبادلا الحديث والخوف من الغد يحتويهم .
حاول النوم….لكن بدون جدوى، فالبرد شديد وقد بدأت فرائصه ترتجف، أحس برغبة قوية للتبول، ولكن لا أحد يسمعه ،أطلقها على ملابسه فأصابه شعور بالدفئ ،وقت ليس بالطويل ،وسرعان ما أحس ببرودة سرت في جسده الهزيل ،وهو ما جعله يتكور بالغطاء طلباً بالدفئ .
عند الصباح نداء صادر من الحارس…
على الجميع النهوض من النوم والاستعداد لمقابلة القاضي…
بعد عرضهم عليه ،أصدر أمراً بإطلاق سراحهم بعد أخذ تعهد بعدم تكرار ما فعلوه..
كيف لا يتكرر وهو قد تفاعل مع كيانه وتفكيره بعد أن أحس بوجع ليلة واحدة من الليالي التي يعيشها الكثير من أبناء شعبه الصابر..
حكاها لولده وهو يشعر بالحسرة لما جرى عليه وأصدقاءه في تلك الليلة.
نهض الأبن وهو يحس بما عاناه أب شريف محب لوطنه، ناضل في سبيل إسعاد شعبه وتحرير وطنه.
ركب دراجته الهوائية متجها لأصدقاءه حاكيا لهم ما جرى لوالده.