طلال العامري / النهار نيوز
تصوير/ احمد الحريثي.. شعلان سبورت.. سيف ميسر
أختتمت في مدينة الموصل شمال العراق بطولة (المحبّة والسلام) الرابعة التي اختضنتها محافظة نينوى وحملت شعار “الموصل تجمعنا”.. شارك فيها أربعة منتخبات هي روّاد نجوم العراق و كركوك وسامراء والموصل لتكون باكورة نشاطات العام الجديد ٢٠٢١ في هذه المحافظة رياضياً..
استطاع فريق منتخب روّاد الموصل حصد اللقب عقب تغلبه على روّاد نجوم العراق بهدفين لهدف واحد في اللقاء الذي جمع بينهما في ملعب “منتدى شباب الموصل” بـ(الدواسة) الساحل الأيمن للمدينة الذي لازال قسم منه متأثراً بأحداث احتلال المدينةمن قبل “داعش” وتحريرها من قبل القوات الأمنية..
بدأ الكرنفال الذي جاء تزامناً مع احتفالات العراق بأعياد رأس السنة والجيش والشرطة العراقيان بعزف النشيد الوطني العراقي تبعه مصافحة عناصر الفريقين ليعلن المحكم الاتحادي احمد محمد عسكر عن إجراء القرعة بين قائدي الفريقين محمد جاسم ووعدالله مصطفى راذدا نجوم العراق والموصل..
لم تمض سوى دقائق قليلة حتى تقدّم أهل الدار بهدف جاء عن طريق المخضرم الهدّاف ياسر عيدان الذي توغّل بالكرة ولعبها بذكاء في الشباك مستغلاً خروج الحارس لمواجهته، ثم أضاع” ياسر” أكثر من فرصة وكذا الحال لنجوم العراق الذين اقتربوا من التعديل، لولا براعة الحارس ربيع عماد الذي أبعد كرة مسددة بطريقة هائلة طار إليها وحوّلها ركنية، مذكراً بأيام زمااان حين ذاد عن مرمى الموصل لمواسم عديدة في الدوري الممتاز وأصبح الحارس رقم واحد وقتها وبضوئها استدعى للمنتخبات الوطنية..
تواصلت الهجمات التي أهدرت فرصها تباعاً للفريقين من ياسر عيدان وصاحب عباس وحيدر محمود وميثم حمزة، لحين صفارة الحكم التي أنهت الشوط الأول بتقدم مستحق للأحمر الموصلّي..
الشوط الثاني كان مغايراً من حيث العطاء ولم نستطع تأشير أفضلية لأحد.. هجمة هنا وأخرى هناك واستعراض الفرص الضائعة يستمر حتى احتسب حكم اللقاء احمد محمد عسكر ركلة جزاء صحيحة لروّاد نجوم العراق، تقدّم للتنفيذ هدّاف الدوري العراقي التاريخي النجم الدولي السابق صاحب عباس الذي سدد الكرة قويّة جداً على يسار البديل فؤاد عبد علي ليردّها فؤاد ببراعة وعاد صاحب وسددها من داخل الست ياردات فأعادها فؤاد للمرّة الثانية وتضيع التسديدة الثالثة بظرف ثوانٍ معدودات..
جاء الرد سريعاً حين شن الموصل هجمة كاد يسجّل منها ياسر عيدان المنفرد بالحارس لكنه سقط منتظراً ركلة جزاء إلا أن الحكم وبقرارٍ صحيح أشار باستمرار اللعب ومن مرتدة أعقبت هجمة للأخضر العراقي، استغل نجوم الموصل “الأحمر” التراجع البطيء للنجوم الخضر فأحرزوا الهدف الثاني برأسية من ياسر عيدان جعلت عناصر فريقه يطمئنون للنتيجة، رغم عدم مهادنة نجوم “بسّام رؤوف” الذين شنوا سيلاً من الهجمات التي لم يكتب لها الخواتيم السعيدة، لتعلن صفارة عسكر ركلة جزاء صحيحة ثانية استغلها صاحب عباس هذه المرّة ولعبها بأعصاب باردة بطريقة (جب بول) محرزاً منها هدفاَ لتقليص الفارق، واقترب النجوم من التعادل لكن الوقت أزف وأعلن عن نهاية اللقاء عقب أربع دقائق بزيادة أضافها الحكم كوقت بديل للضائع.. متوّجاً روّاد الموصل كأبطال حملوا كأس البطولة للمرّة الأولى..
ثم بدأ حفل جديد صاحب البطولة تمثّل بتقديم الهدايا والشهادات التقديرية وتبادل الدروع..
حيث ذهبت جائزة أفضل لاعب إلى نجم روّاد العراق “ميثم” حمزة وكذلك جاذزة الهدّاف لـ”صاحب عباس” فيما حصد فؤاد عبد علي “الموصل” لقب أفضل حارس في البطولة..
كان الكرنفال جميلاً زيّنه الحضور من الرياضيين والجماهير المحبّة لكرة القدم.. ليحمل روّاد نجوم الموصل كأس البطولة وسط مباركة نجوم العراق..
لابد من الإشادة بدور النجم الدولي بسام رؤوف والكابتن فيصل عزيز والنجم الدولي الدكتور حارس محمد ومن حضر معهم من النجوم وكذلك ما قام به الكابتن منهل مشعل رئيس فرع نجوم العراق في نينوى والدعم اللوجستي لمديرية شباب ورياضة نينوى ونادي الموصل ولجنة المحكّمين بشخص الدولي سبهان احمد وعدد من المؤآزرين لإنجاح البطولة التي كانت خير ما تم في افتتاح العام الجديد ٢٠٢١.. لتصل الرسالة الى العالم بأن محافظة نينوى وابنتها الموصل نهضتا من ركام الحرب وتتم مداواة الجروح التي اندملت ولم يبق منها سوى الآثار..
وكانت افتتاح البطولة شهد فوز منتخب روّاد الموصل على منتخب روّاد كركوك بهدف سجله ياسر عيدان وكذلك فوز نجوم العراق على سامراء بأربعة أهداف لهدفين..
وقال عدد من نجوم الكرة العراقية لـ”لنهار نيوز” وبدأنا بالكابتن الدولي السابق بسّام رؤوف رئيس اتحاد نجوم العراق الذي أكد بالقول: هدفنا ليس من يفوز بالبطولة وإنما التعريف بأن الموصل تحتاج رفع الغبن عنها وهي جاهزة لاستقبال كل الفعاليات وليس كما يتم الترويج له بالإعلام، بأنها تعاني من (الخراب).. الموصل نهضت بأبنائها وما رأيناه فيها بالعين المجردة يشرح القلب ويفرح.. وسنعاود إقامة التجمعات فيها.. وما هذه البطولة الا رسالة لمن أهملوا ثاني أكبر مدن العراق.. مفادها.. عمّروا منشآت الموصل الرياضية وارجعوا الموصل بكل ثقلها وارثها الرياضي إلى التجمعات الرياضية وكفا ظلماً لها من قبل من لا يعرفون إلا ما يصلهم سماعاَ لا معايشةً.. جئنا بعدد غير قليل من نجوم الكرة العراقية وسنعيد الكرّة بجلب البقية وهناك مفاجآت نقدم عليها سيكون لها الأثر الطيب عند جماهير المحافظة الذين عشنا بينهم لأيام كانت الأجمل لنا من حيث الحفاوة والاهتمام..
أما الدولي السابق فيصل عزيز فقال: سعادتي لا توصف وأنا أعود للموصل بعد أكثر من ٢٥ سنة قضيتها محترفاً.. حيث درّبت وقدت كرة الموصل وقتها للمركز السادس بالدوري قبل رحيلي إلى العمل كمحترف في عدد من البلدان العربية.. واليوم أراها أفضل مما سمعت عنها في الإعلام نتيجة الحرب وتواجدنا اليوم لدعمها وأهل رياضتها وإيصال صوتهم لمن عليهم أن يسمعوا ..
فيما قال منهل مشعل رئيس فرع روّاد نجوم العراق في نينوى:
ماذا يريدون أكثر ليهتموا بالموصل رياضياً.. نحتاج إلى تفعيل العمل بالملاعب والمُنشآت لأن هناك تقصير كبير تجاه رأس العراق وسلّة خبزه كما كان يقول عنها الملك الراحل فيصل الأول.. نريد الاهتمام بنا ليس من أجلنا وإنما الشباب الذي يشكّل غالبية المجتمع..
نحن وبجهودنا الذاتية بادرنا وننتظر من يكمل ويعزز ما قمنا به.. وشكراً للنهار نيوز المصرية التي اهتمت بالمحافظة والمدينة لتبرز هذا النشاط وانقله للعالم أجمع..
واختتم الدكتور حارس محمد سفير كرة الموصل والعراق في مونديال (المكسيك ١٩٨٦).. هذه هي الموصل وأنا حال عودتي من قطر قبل أيام بعد مسيرة عمل هناك امتدت لـ٢٥ سنة أعمل جاهداً لتأخذ محافظة نينوى حقّها رياضياً وكما يقولون أن بداية الغيث قطر ولدينا مساعٍ مع كل الجهات للعمل على دعم ممثل المحافظة نادي الموصل ليأخذ دوره في الميادين الرياضية وعلى رأسها الكروية.. والتقيت السيد وزير الشباب والرياضة والرجل أبدى استعداده لتأخذ الموصل كا تستحق..وكذلك السيد المحافظ نجم الجبوري.. نريد توحيد الجهود َالجهات التي ترغب بالعمل لخدمة نينوى..