بقلم: عفراء النعيمي، المدير التنفيذي لمعهد جسور
لم يكن عام 2020 عاماً عادياً، فقد جاء مصحوباً بتحديات لم نعهدها من قبل فرضها علينا تفشي وباء كوفيد-19 الذي حدَّ من قدرتنا على تنفيذ أنشطتنا بالطريقة المعتادة. ورغم ذلك، نجحنا في التكيُّف السريع مع الوضع الجديد وواصلنا تقديم برامجنا وأنشطتنا التدريبية، التزاماً منا بأداء دورنا الاستراتيجي الذي يمليه علينا عملنا تحت مظلة اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
وقد تجلَّت أبرز الحقائق التي أكدها لنا الوضع الحالي في أهمية طرح الدورات التدريبية عبر الإنترنت التي كنا نعكُف على تطويرها قبل ظهور الوباء بهدف توسيع رقعة انتشار معهد جسور خارج دولة قطر ومنطقة الشرق الأوسط، وجاءت الجائحة لتسرع تطبيقها.
فمع انتقال طلابنا للتعلُّم من المنزل، كثَّفنا العمل مع شريكنا الاستراتيجي كلية “أس دي إيه” بوكوني الإيطالية للإدارة لتقديم برامج الدبلوم الرئيسية للمعهد بسهولة ويسر عبر الإنترنت. وأدى هذا التعاون المثمر إلى تقديم محتوى أربع وحدات من مجموع ست وحدات من برامج الدبلوم المهني عبر الإنترنت بالكامل، وهي التجربة التي أثنى عليها جميع المشاركين.
وتمثَّلت أهم الأسباب التي توجت هذه التجربة بالنجاح في سرعة تجاوب فريقنا مع الظروف غير المسبوقة التي فرضها الوباء، والخبرة التي تتمتع بها كلية “أس دي إيه” بوكوني في مجال التعليم الإلكتروني، والأهم من هذا وذاك مرونة المشاركين وقدرتهم على مواصلة التعلُّم عبر الإنترنت. ونستقبل حالياً طلبات التقديم للدفعة المقبلة من منتسبي برامج الدبلوم المهنية التي تبدأ في فبراير 2021.
من ناحية أخرى، كان هذا العام حافلاً بالأنشطة التي صممناها خصيصاً لدعم شركائنا. وكان من أبرزها ورشة عمل للتنفيذيين العاملين في أسرة كرة القدم القطرية أقيمت في فبراير الماضي باستاد الجنوب بالتعاون مع منصة “ليدرز إن سبورت” وغيرها من المؤسسات البارزة في الدولة. بالإضافة إلى ورشة عمل أخرى عبر الإنترنت استمرت ليومين حول كيفية توليد إيرادات جديدة وتعافي صناعة كرة القدم من آثار الجائحة والتي استهدفت مسؤولين في اتحاد آسيان لكرة القدم بالتعاون مع الاتحاد القطري لكرة القدم.
وخلال عام 2020، شارك معهد جسور في تصميم وتقديم باقة من البرامج التدريبية عبر الإنترنت لمساعدة متطوعي كأس العالم FIFA قطر 2022 في الاستعداد للبطولة التي ستنطلق في غضون أقل من عامين، وذلك في إطار التزامنا بالإسهام في تقديم نسخة مبهرة من بطولة كأس العالم. ونعتزم مواصلة مشاركتنا البارزة في تقديم هذه السلسلة التدريبية باستهداف فئات إضافية إلى جانب المتطوعين، منها على سبيل المثال: العاملين في قطاع السياحة، بهدف تنمية مهاراتهم.
وبالتوازي مع الأنشطة السابقة، أطلقنا سلسلة من الندوات والجلسات الإلكترونية المنتظمة لنعزز حضورنا في الفضاء الإلكتروني. ونتناول في هذه السلسلة باقة منوعة من الموضوعات تشمل: الرياضة، وإدارة الفعاليات، والتعليم، والبحوث، والشباب، والاستدامة البيئية، والدبلوماسية الرياضية. وقد صممنا هذه الأنشطة بالتعاون مع مجموعات عمل مختلفة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث منها فريق عمل الاستدامة والجيل المبهر، ومنظمات مختلفة مثل اليونسكو وأكاديمية الأعمال التجارية لكرة القدم.
ومع قرب نهاية العام، أطلقنا منتدى حوار الالكتروني لمدة يومين، وتناول موضوعات حول الرياضة وإدارة الفعاليات بمشاركة متخصصين في هذين المجالين. واستهدف المنتدى خريجي معهد جسور وعدد من الشركاء. ونعتزم تنظيم هذا المنتدى مرة كل ثلاثة أشهر عبر الإنترنت، وعلى أرض الواقع أيضاً بمجرد عودة الحياة إلى سابق عهدها قبل انتشار الجائحة.
كما أود الإشارة إلى أن معهد جسور سيمنح الأولوية في العامين المقبلين للبرامج التدريبية التي تستهدف بناء قدرات مجموعات رئيسية مشاركة في تنظيم مونديال قطر 2022. وسيعمل في الوقت ذاته على تصميم وتقديم برامج تعليمية تجمع بين التعليم المباشر والتعليم الإلكتروني في مجالات الرياضة والفعاليات والضيافة. وستستهدف هذه البرامج الجمهور في قطر ومنطقة الشرق الأوسط والعالم.