حسين أحمد الإمارة
تعلمنا إن كل مشاكلنا وأخطاءنا نرميها على الغرب (الكافر ).فهي سبب ما يحصل عندنا.. العقلية العربية والإسلامية تؤمن بتبرأة الذات واتهام الآخر، ولن تقف يوما وننتقد ذاتنا لأنها إنعكاس لحالة الهروب من الحقيقة. نؤمن بأننا المستهدفين ونحن الضحية، وأن الكفار على الدوام يخططون للإيقاع بالأمة الإسلامية والسيطرة عليها . وعليه فإن الهوية الإسلامية تحولت إلى مشروع عداء للغرب (الكافر ) وليس كما أرادها الله جل جلاله، رسالة محبة وسلام وهداية، والجميع تدعوا إلى أسلمة العالم بالقوة ولا زلنا نسوق أفكارنا بأي طريقة.ونفرح أشد الفرح عندما تحصل كارثة عليهم وندعي بأنها عذاب من الله جل وعلا ،على الكفار. نستغل أنظمة دولهم باحترام الأديان والمعتقدات وإفساح المجال لجميع الأديان بممارسة طقوسها الدينية بكل حرية، في حين نسمع أصحاب المنابر تلعنهم نهاراً جهارا وتدعوا الله أن يهلكهم في ديارهم وينزل عليهم العذاب. لقد اعطينا الحق لأنفسنا بقيادة العالم وعلى البقية أن يكونوا خدم لنا (فنحن خير أمة أخرجت للناس ) وبالحقيقة نحن لا نستطيع قيادة ذاتنا. أمة متفرقة متناحرة يقتل بعضها البعض تحت راية الله وأكبر.. عندما نمرض، نذهب مسرعين كي نتلقى العلاج في مشافيهم. وعندما نضطهد في أوطاننا نلجأ إليهم لننعم بحياة رغيدة وحرية فقدناها في بلداننا، وبالمقابل لن نسمح لهم بالعيش معنا. في أوطاننا لا أحد يجرأ على لعن وسب الحاكم المسلم، وبالمقابل يسمحون لنا بلعن أمة النصارى واليهود وحكامهم. ازداد الجهل وانتشر الفقر وانتعش سوق المخدرات واتسعت الجريمة. فإتجه الكثير من السذج الجهلة إلى المشعوذين والدجالة ومستغلي الدين يحثوهم على الدعاء لطلب الشفاء، وهم يذهبون للعلاج في أرقى المستشفيات. وما عليك سوى السمع والطاعة .. السمع والطاعة.. السمع والطاعة .. خطأ كان أم صوابا