مقالات

وزارة الخارجية والطبيب البيطري …

 أحمد حسين ال جبر

إجتمع موظف في وزارة الخارجية مع موظف في وزارة الداخلية في دورة محلية لموظفي الوزارات في النزاهة والشفافية ، وعند إنتهاء إحدى المحاضرات وعند الاستراحة من التنظير العالي الحماوة عن النزاهة في بلد تنتشر فيه ظاهرة الفساد المالي والإداري بشكل واضح للعيان ، حيث إن تحدثت مع أي مواطن في الشارع أو المقهى أو السوق أو حتى في الملهى الليلي عن النزاهة والشفافية ستواجه بكثير من قضايا الفساد وابطالها والشواهد كثيرة وشهيرة ، وكثيرا منها يتداولها الإعلام المحلي والعالمي ، ولاتحتاج تعب أو بحث .
دار الحديث بين هذين الموظفين حول أحوال الوزارتين والمشاكل التي تعاني منهما والمحسوبية والواسطة وانحياز كل وزارات البلد لكتلة الوزير الذي يدير الوزارة بغض النظر عن التعليمات التنفيذية والسياقات الأصولية في عملها وكل استشهد بكثير من هذه الحالات والمخالفات فيهما .
قال الموظف في وزارة الخارجية : تصور يا أخي قبل كم يوم تم نقل خدمات موظف إلى الوزارة عنوانه الوظيفي معاون مهندس زراعي لوزارة الخارجية ، وكان منفعلا جدا من هذه الحالة والتي هي مخالفة للمنطق الوظيفي أيعقل أن يتعين مهندس زراعي في وزارة الخارجية والمفروض أن يكون تعينه في وزارة الزراعة مكان اختصاصه ، ولغرض أن تكون مخرجات التعليم ذاهبة لمكانها الصحيح بدلا من أن يأخذ مكان خريج كلية السياسة أو القانون .
ضحك موظف وزارة الداخلية من هذا الموقف وقال : ومابها اخي العزيز إن كانت في وزارتكم حدائق أو مشاريع زراعية ليديرها هذا الموظف أم أن واسطته كبيرة ؟.
لم يتأخر في الرد وقال : هذا عمي هين بس مال يجينا موظف تعيين جديد بعنوان طبيب بيطري هاي يرادله صفنه جبيرة وفي وزارة الخارجية أخوية يصير هذا الكلام ؟.
هنا موظف الداخلية ضحك بأعلى صوته وقال : لا والله يعمي هاي واكفة بس يصير أخوية عدكم طليان وعجول وجواميس ومطايا يعالجها لماذا أنت منزعج؟
جاء رد موظف وزارة الخارجية سريعا : اي والله يعمي عدنه هواي عجول وطليان وجواميس بالوزارة واحد ينطح الثاني .
ضحك الاثنان ودخلا إلى قاعة المحاضرات ليكملا محاضرات النزاهة لذلك اليوم .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى