مقالات

من الذاكرة الكربلائية ..المشهد الأربعين (شارع موسكو )

حسين أحمد الإمارة


بغداد مبنية بتمر..
فلش وأكل خستاوي..
ماينگضي هذا العمر..
يهواي دبرلي الأمر..
التين أصبح لاوي..
(المرحوم ملة عبود الكرخي)

بين جسري الأحرار شرقاً والشهداء غرباً ،وبين شارع الصالحية جنوباً ونهر دجلة شمالاً ،تقع ثلاث محلات غائرة في القِدَمْ هي..
محلة الشواكة ..
محلة باب السِيفْ..
محلة الكريمات..
يفصل بين هذه المحلات شوارع وأسواق خاصة بها .

تحتضن على جانبها الشرقي السفارة البريطانية المحاذية لجسر الأحرار،
وكذلك توجد دور البعض من حكام العراق في العهد الملكي.
نوري السعيد وتوفيق السويدي. وبيت الشاوي وغيرهم من ساسة ووجوه بغداد ،رحمهم الله تعالى.

شيدت هذه المنازل على النمط الشرقي التي تمتاز بجمالية طرازها وانفراد شناشيلها حالها حال بقية بيوتات بغداد والمحافظات العراقية.

أغلب هذه الدور لم يجري عليها التحديث والاهتمام ولازالت تعاني من الإهمال .

في الثمانينات أفتتح شارع حيفا ببناياته الشامخة الذي اخترق الجزء الجنوبي من المحلة.

أغلب سكانها من البغادة الاصلاء واغلبهم يمتهنون صيد السمك والعمل بصناعة شباك الصيد وملحقاتها.
إضافة لشهرتها ببيع منتجات الألبان (الجبن والقيمر والزبد ) التي تجلب لهم من منطقة المحمودية المشهورة بصناعة هذه المنتوجات.

في أواسط الستينات ذهبنا سفرة الى بيت أحد أقارب والدتي الذين سكنو محلة الشواكة بيت (المرحوم السيد مهدي الحديدي ) الملاصق لمركز شرطة الكرخ.
كل يوم نخرج للعب مع اقراننا من أهل المحلة لعبة الدعبل ألتي تمارس بطريقة مختلفة عما نلعبها في كربلاء.

(شارع موسكو)
يطلق على الشارع الرئيسي للمحلة المؤدي إلى الشريعة الواقعة على نهر دجلة الخير. جاءت التسمية بسبب كثرة المنتمين للحزب الشيوعي.

اصطحبنا صديقنا في جولة نهرية مع البلام (ننو ) الذي أطربنا بالبستات البغدادية الشهيرة ونحن نردد معه ونصفق فرحين بهذه النزهة .

مساءاً فُرِشَ لنا على سطح الدار كما هم بقية سكان بغداد والمحافظات، فقد كانت جميع العوائل تبيت ليلتها على سطوح الدور لعذوبة الهواء من جهة، ومن جهة أخرى عدم وجود أجهزة التكييف آنذاك . وقفت على علبة دهن لأمتع نظري بمشاهد النهر وقد تلألأت عليه إنعكاس ضياء المصابيح.

في اليوم التالي ذهبنا لمشاهدة فلم طرزان في سينما بغداد. القريبة من منزلهم وعدنا ونحن نعيد الكلام بما شاهدناه من تفاصيل الفلم .

ثلاثة أيام محملة بالذكريات الجميلة التي لم تفارق ذاكرتي فهي جزء من سفر الحياة ، حزمنا الحقائب وعدنا للديار.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى