تقارير وتحقيقات

لقاح كورونا.. شائعات ومخاوف بشأن “الخصوبة”

 

نور البصراوي

لا يزال العراقيون يتداولون الحديث بشان “الخصوبة” بين الرجال والنساء بعد الإصابة بفيروس كورونا، لا سيما بعد دراسات نشرت في صحف بعضها محلية وأخرى أجنبية أشارت إلى انخفاض الحيوانات المنوية للرجال بنحو 50% في المتوسط لكل مليلتر، كما انخفض الحجم الإجمالي للقذف، وحركة الحيوانات المنوية.

وكانت دراسة حديثة، قد كشفت أن فيروس كورونا يتسبب في ضرر للحيوانات المنوية لدى المصابين به، حتى بعد أسابيع من تعافيهم، ما يثير مخاوف من أن الإصابة بالفيروس قد تقلل الخصوبة.

الدراسة التي نشرت في وقت سابق، في صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، نقلت عن البروفيسور دان أديركا، من مركز شيبا الطبي في إسرائيل قوله: “الرجال الذين أصيبوا بأعراض طفيفة، كانت نوعية الحيوانات المنوية لديهم طبيعية على نطاق واسع، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للذين أصيبوا بالمرض بشكل متوسط أو حاد، حتى بعد الشفاء”.

ويعكس هذا الرقم اختبارات تم إجراؤها بعد حوالي شهر من تشخيص الإصابة، معرباً عن قلقه من أن أقلية من الرجال الذي أصيبوا بكورونا قد يواجهون مشاكل في الخصوبة أو حتى “عقم دائم”، لكنه لفت إلى أن الأطباء بحاجة إلى مراقبة الحيوانات المنوية للمرضى المتعافين بعد أشهر من التعافي.

لكن دراسة أميركية توصلت إلى أن الحيوانات المنوية للرجال لا يمكن أن تتضرر من لقاحات كورونا المختلفة، وهو ما يمحو المخاوف بشأن خصوبة لدى الذكور، وذلك بعد أخذ عينات من أشخاص تناولوا جرعتين.

وذكرت الدراسة، التي نشرتها شبكة CNN الأمريكية، أنه لا توجد تغييرات في مادة الحيوانات المنوية للرجال بعد تلقي جرعتين من لقاح كورونا، بعدما جرى فحص جميع المشاركين في الدراسة الـ 45 للتحقق من عدم وجود أي مشاكل في الخصوبة.

وجاءت النتائج في أعقاب دراسة تم نشرها في وقت سابق، حذرت من انخفاض عدد الحيوانات المنوية بعد الإصابة بفيروس كورونا نفسه، حسبما ذكرت شبكة CNN، على الرغم من أن العلماء يقولون إن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لمعرفة تأثير الاصابة بالفيروس نفسه.

ويشير الخبراء إلى أن هناك مشكلات صحية أخرى، بما في ذلك السمنة والأدوية اليومية، من أسباب انخفاض معدل خصوبة الرجال وتراجع اليونات المنوية وليس فيروس كورونا فحسب.

وتقول الطبيبة العراقية إكرام العلي، إن “نتائج معظم الدراسات العالمية بشان الخصوبة تطمئن وتشير إلى أن التطعيم ضد كوفيد-19 للأزواج الذين يسعون للحمل لا يبدو أنه يضعف الخصوبة بالنسبة للنساء”.

وأضافت أن “جميع لقاحات COVID-19 آمنة وفعالة، سواء للحامل أو بعد الولادة، أو للمرضعة، أو لمن تحاول الحمل الآن، أو قد تصبح حاملاً في المستقبل”، محذرة من أن “الفيروس قد يزيد من مخاطر ولادة جنين ميت”.

وكشفت دراسة حديثة أجراها خبراء بالمعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة، ونُشرت في دورية نيتشر Nature، عن وجود التهاب لدى الأطفال الذين حملتهم أمهات مصابات بالعدوى والذي قد “يؤدي إلى أمراض طويلة الأمد”.

وأخيراً، قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية في تقرير إن التطيعم باللقاحات المضادة لكورونا لا تحول دون حدوث الحمل، بل إنها تحد من خطورة كوفيد-19 التي قد تتعرض لها المرأة الحامل.

وأضاف التقرير أن المخاوف التي تتعلق بالخصوبة هي أحد الدوافع الكبرى للتردد في تلقى اللقاح على الرغم من التطمينات الواضحة من جانب الأطباء والعلماء.

 

تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى