أخبار الرياضة

شوط المدربين… مصطلح انقرض منذ عشرات السنوات ومازال وسطنا الرياضي مُصر عليه..

 

حسام المعمار – امريكا

 لايوجد شيء في علم كرة القدم اصلا اسمه “شوط المدربين” ولكن هو مصطلح اعلامي بلاغي شاع استخدامه كثيرا للتعبير عن المدربين الذي يغيرون في نتيجة المباريات في الشوط الثاني اما تغيير اسلوب اللعب او اجراء تبديلات تحدث فارقا في المباريات او غلق الطريق ومنع الفريق المنافس من ان يسجل عليك وهذا التغيير طبعا هو احراز الاهداف. اي انك كمدرب ولكي تفرض سطوتك في المباراة بديهيا) هو انك اما تحرز اهدافا او تمنع المنافس من ان يسجل عليك سواء في الشوط الاول ام الثاني…

قبل عشرات السنين لم يكن منصب المحلل كان قد اخذ صداه بعد وهنا اتكلم عن كرة القدم العالمية وليس العراقية لاننا في العراق مازلنا نعيش في عقلية السبعينات او الثمانينات من ناحية المناصب في الاجهزة الفنية. المهم بعد ان صارت الاجهزة الفنية تعتمد بشكل اساسي على علم التحليل بشقيه النوعي والكمي لم يعد المدرب وجهازه الفني ينتظر المباراة ان تبدا حتى يستقريء الفريق المنافس وينتظر للشوط الثاني ليحدث تغييرات ويعالج بعض الامور ليتغلب على الجهاز الفني المنافس، وانما بوجود التحليل والاحصائيات صار وجوبا عليك ان تعرف جيدا كل ما يتعلق بالمنافس قبل ان تبدا المباراة وبالتالي فان شوطي المباراة هما تحت مسؤولية المدربين والاجهزة الفنية وليس الشوط الثاني فقط

شوط المدربين اطلق لان اغلب التدخلات التي يحدثها المدربون على فرقهم نتيجة تغيرات ظروف المباراة هي غالبا ما تحدث في الشوط الثاني وهو ما يكون مرئيا اكثر وملموسا لدى الجميع. هذه التدخلات اما عناصر لتطبق فكر المدرب بشكل افضل من اللاعب الاساسي الذي بدا المباراة (لاعب بلاعب في نفس المركز ونفس التوظيف) او تغيير خططي يقوم به المدرب ويتطلب مواصفات لاعب يخدم اسلوب اللعب. اما تدخلات المدرب على عناصره واسلوبه في الشوط الاول تبدو للوهلة الاولى غير مفهومة للكثيرين والسبب هو ان الجهاز الفني يكون الاقرب والاعرف بادواته للتعامل مع المنافس للاخرين “لاوجوبية في التحليل كونها تعبر عن اجتهادات وقناعات لمن هو خارج الملعب ومن ضمنهم المحللين”

? في العراق طبعا وللاسف يدعي الكثير بالتحليل ويدعون ايضا بتحليل المنافس ولكن الواقع يقول غير ذلك لانهم اولا لايملكون محللين ويعتمدون على انفسهم او على المدربين المساعدين فالمدرب هو المحلل وهو مدرب اللياقة وهو المعالج وهو كل شيء والدليل الاخر وان حاولوا التحليل فهم مازالوا يعتمدون على فراستهم في تحليل الامور لانهم يفتقرون للادوات الصحيحة للتحليل والتي مازال الاغلبية يجعل اهميتها لانهم يعرفون تاثيرها وكيفية استخدامها. ومما تجدر الاشارة اليه بان اغلب الاجهزة الفنية تعتمد على تمتلك من ادوات واسلوب لعب معين تحاول ان تبدا به المباراة من دون الاخذ بنظر الاعتبار لاختلافات الفرق المنافسة.

ومع ذلك ولو فرضنا جدلا بان هناك تحليل لناخذ نظرة قريبة على اداء بعض الاجهزة الفنية وكيفية تعاطيهم مع المباريات من ناحية تسجيل واستقبال الاهداف وقدرتهم في احداث تغيير في نتائج المباريات:

1. الكابتن جمال علي وجهازه الفني في نفط الوسط:
استقبل خمسة اهداف من اصل سبعة ويتاخر امام المنافسين في الشوط الاول اي انه يفتقر في كثير من الاحيان في تقديراته لادوات الفريق المنافس. ولكنه يتميز في التحكم بادواته جيدا ليحدث الفارق بعد ذلك فقد تمكن من الرجوع وتسجيل التعادل في خمس مرات (اربع منها في الشوط الاول). سجل في الشوط الاول (6 اهداف) وفي الثاني (7 اهداف). حيث تقدم على منافسيه مرتين فقط في الشوط الاول وثلاث مرات في الشوط الثاني.

2. الكابتن ايوب اوديشو وجهازه الفني في القوة الجوية:
هو يجيد استخدام ادواته جيدا وفرض سطوته في الاشواط الاولى، حيث تقدم على منافسيه اربع مرات وسجل خمسة اهداف ولكنه يفقد السيطرة غالبا في الشوط الثاني فقد استقبل القوة الجوية (6 اهداف) وكانت جميعها في الشوط الثاني. ولم يستطع اوديشو ان يسجل التعادل بعد تاخره ابدا. وهنا نستنتج بان التعاطي مع مجريات المباريات اثناء الشوط الثاني في خلل واضح نتمنى من الجهاز الفني الانتباه له.

3. الكابتن رزاق فرحان والجهاز الفني لنفط ميسان:
غير واضح المعالم لغاية الان في الشوط الاول فهو يستقبل اهدافا ولكنه ايضا يسجل ويتقدم في نفس الشوط. ولكن نقطه ضعفه في انطلاقة الشوط الثاني وتحديدا في الربع ساعة الاول منه وكذلك سلبي في الربع ساعة الثانية ايضا الا ان ختام المباريات لديه ممتاز فقد سجل التعادل ثلاث مرات وتقدم مرتين وسجل ستة اهداف من اهدافه ال (11) في الربع ساعة الاخير من المباريات.

4. الكابتن باسم قاسم وجهازه الفني في الزوراء:
مشكلة الزوراء هو انه غالبا ما يتاخر في المباريات مما يضعه غالبا تحت الضغط النفسي في محاولة ادراك التعادل. الزوراء اكثر الفرق تسجيلا للتعادل (5 مرات) اما قدرته على التقدم على المنافسين فهي ضعيفة حيث تقدم اربع مرات فقط.
الجهاز الفني يبدو غالبا عاجزا عن احداث الفعل وغالبا ما يتعاطى بردات الفعل سواء كانت في الاشواط الاولى ام الثانية وهو ما يفسر التعادلات السبع التي يملكها الفريق من اصل عشر مباريات.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى