أخبار الرياضة

برشلونة بين الماضي والحاضر

بقلم/ قاسم حسن الموسوي
سيبقى اداء فريق نادي برشلونة الذهبي بكرة القدم من ( 2008 الى 2015 ) تقريبا خالدا في الذاكرة وخاصة لمتذوقي كرة القدم الحديثة حيث امتلك الفريق لاعبين افذاذ مثل بويول وبوسكتس وتشافي وأنييستا والقمة ميسي يدور حولهم لاعبون اقل توهجا لكنهم كانوا نجوما ايضا وقائد هذه التوليفة المدرب ابن النادي غوارديولا وادارة راقية بقيادة المحامي لابورتا لتكتمل الاركان بهذا الثلاثي الذي انتج فريقا حصد اغلب الالقاب المحلية والقارية والعالمية حتى انه احرز كل الالقاب الممكنة في احد المواسم وذهب تاثير نجومه الى منتخب اسبانيا الذي احرز بطولتي اوربا سنتي 2008 و2012 وكاسم العالم ولاول مرة في تاريخه سنة 2010 حيث كانت لنجوم برشلونة حصة الاسد في تشكيلة ذلك المنتخب ( 8 الى 9 ) لاعبين من تشكيلته ليعطيك الدليل على مدى جودة ذلك الجيل الذهبي . وكان جل لاعبي ذلك الجيل من اكاديمية النادي لاماسيا التي لها الدور الكبير في تأهيل اللاعبين الصغار وصقلهم وضخهم للفرق وبكل الفئات العمرية ولا سيما الخط الاول وعلى هدي فكر اللاعب والمدرب الهولندي الراحل يوهان كرويف الذي ارسى اسس هذه الاكاديمية ونفسه غوارديولا احد تلامذتها وهو نفسه الذي اقترحه كرويف ليكون مدرب الخط الاول وكان حينها شابا ومدربا للخط الثاني فقبلت الادارة اقتراحه في وقت كان تعتبر مجازفة غير محسوبة بعد فترة جدب مر بها النادي في زمن المدرب ريكارد والذين قبله وبنجاحه الكبير اثبت ان كرويف كان على حق فعلا . كان اساس اسلوب برشلونة هو مسك الكرة اكثر وقت ممكن بالمناولات القصيرة المحكمة لانهاك الخصم وتدويرها من جهة الى اخرى وباسلوب سهل ممتع ومبهر وختامها مسك برسم مهارات ميسي الشخصية الخارقة من خلال المراوغة والتسديد المحكم ومن كل الزوايا والفريق لايعير اهمية للدفاع حيث يكون في اغلب الاحيان ثلاثة لاعبين فقط لان الكرة بحوزتهم اغلب الوقت وان فقدوها ينقض اللاعبون بسرعة كبيرة وكانهم اسراب زنابير على خصمهم لاستردادها منه وهكذا لدرجة ان المدرب الكبير فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد قال بعد المباراة النهائية لكاس اندية ابطال اوربا سنة 2011 في ويمبلي واتي فاز بها برشلونة بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد قال لو امسك تشافي وانييستا الكرة ليلا بامكانهما ان تبقى بحوزتهما حتى الصباح . الان وبعد اعتزال النجوم الكبار وتجاوز عمر ميسي ال 32 سنة وتغيير الادارة وتعدد المدربين خفت بريق الفريق كثيرا وكثرت الاخطاء الفادحة في اختيارات المدربين واللاعبين وعدم الاهتمام كثيرا بلاعبي لاماسيا لينعكس ذلك على طريق لعب الفريق عموما . والعلة الكبرى انهم يريدون اللعب بذات الطريقة السابقة وبهذه الادوات المتوفرة لديهم التي لايمكنها الاداء بتلك الطريقة ابدا فلكل اسلوب ادواته التي يمكنها اتقانه واظهاره للناس . مازالوا مصرين على الاختراق من وسط فرق الخصم التي حفظت اسلوب برشلونة عن ظهر قلب فنظمت دفاعاتها بثمانية مدافعين على الاقل ليصبح اختراقهم شبه مستحيل لان ميسي السابق لم يعد موجودا واللاعب صانع الالعاب خلفه ليس موجودا واللاعبين الاخرين لا يمتلكون مهارات المراوغة مثله للاختراق ليتحول اللعب الى البطء والرتابة اضافة الى عدم استغلال الاجنحة من خلال التحويلات العالية او العكسية لعدم وجود اللاعب رقم 9 الذي يجيد العاب الهواء وكذلك عدم التسديد من خارج منطقة الجزاء ليصبح اللعب معزوفة موسيقية بطيئة حفظتها كل الفرق المنافسة الا حين تتفجر موهبة ميسي احيانا فيفتتح التسجيل من خلال الكرات الثابتة او من خلال اختراقاته لحصون الدفاع رغم كبر سنه . اذن الفريق مازال اسير تلك المرحلة الذهبية بدون ادواتها ولم يغير اسلوبه على ضوء امكانيات لاعبيه المتوفرين حاليا فضيع المشيتين لدرجة ان اي لاعب نجم ياتي الى برشلونة يضمحل وسط هذه الفوضى مثل اللاعبين ( ابراهيموفيتش و كوتينيو وراكيتيش وكريزمان وحتى سواريز ليس سواريز ليفربول سابقا .وارثور…. وغيرهم كثير ) . كذلك هناك سطوة ميسي في الملعب حيث كل اللاعبين تبحث عنه لايجاد الحل ولم يعد باقي اللاعبين اصحاب قرار يتحملون المسؤولية بل كل لاعب يحسب نفسه هو مساعد فقط لميسي من اجل الفوز ليؤثر بالتالي على اداء الفريق عموما . وكل هذا وغيره وبسبب سياسة الادارة الحالية الفاشلة التي ضيعت اسلوب الفريق من خلال اختيارات المدربين غير الموفقة والتي يجب ان يكونوا ذوي شخصية قوية يفرضون انفسهم على ميسي وباقي الفريق ويلعبون وفق امكانيات لاعبيهم وبالاسلوب الناجع الذي يرونه وليس وفق مايريده ميسي مع ان كل الكرات تاتي اليه الا انه ليس انانيا بل هو هداف وصانع العاب فريد في آن واحد . وحتى اللاعبين هناك من لايستحق اللعب في برشلونة لذلك اقول يجب الاتيان بمدرب كبير ولاعبين جدد يمتلكون خط الوسط من جديد الذي هو روح اللعب وان لم يحصل على ذلك عليه ارجاع ميسي الى خط الوسط كصانع العاب وتغيير اسلوب اللعب وبعدة طرق من خلال التنويع وكسر الروتين الممل وكذلك ايجاد اللاعب رقم 9 المميز بالعاب الهواء الذي يفتقده برشلونة دائما . وهذا رأيي المتواضع في وصف حال برشلونة الماضي والحالي والمستقبلي .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى