مقالات

أمنيات الجهلة تتحقق ..

 

كتب أحمد حسين ال جبر

يروي لي أحد معلمي الجيل النقي والذي كان يبذل فيه المعلم قصارى جهده في تربية وتعليم الطلاب ، وصنعوا بذلك الجهد أجيال كثيرة من العلماء والإداريين والقضاة والوزراء والاطباء ، قال لي : في يوم من أيام حياتي حين كنت ادرس في المرحلة الأولى ابتدائي وكان الصف يضم ٢٦ تلميذ وبعد أن تعرفت عليهم حفظت أسمائهم واحدا واحد ، وفي فقرة الترفيه للتلاميذ دخل على الصف مشرفا تربويا وبعد السلام جلس في آخر الصف ، قلت له استاذ نحن في فقرة الترفيه اجابني استاذ براحتك اكمل درسك وبخطتك التدريسية التي اعددتها لهذا الصف . وفعلا بدأت في سؤال التلاميذ عن مايتمنون أن يصبحوا عليه في المستقبل وبدأت بسؤالهم حسب تسلسل جلوسهم حيث تمنى (علي) أن يكون طيارا و(أحمد) أراد أن يكون مهندسا وافرحني (زهير) حين تمنى أن يكون طبيبا وواصلت حتى اوقفني ما أراد (حمود) بأن يكون عليه في المستقبل حيث اجابني بأنه يريد أن يكون (حمارا ) كررت عليه السؤال وقلت له : ابني ماذا تريد أن تصبح عليه في المستقبل وأجاب بكل ثقة وجدية : استاذ اريد ان اصبح (حمارا ) حينها سمعت ضحك المشرف التربوي وسقوطه بالأرض من صدمته من أمنية هذا التلميذ ومنذ ذلك اليوم طبع اسم هذا التلميذ في ذهني والحالة التي أصابت المشرف التربوي ولم انسى ابدا ماحدث في الصف ل (حمود) وبعد سنوات أحلت على التقاعد ومرت السنين حتى عام ٢٠١٤ وانا أسير في شوارع المدينة وإذا برجل أنيق يرتدي ( بدلة ورباط) ومعه حماية ينادي علي : استاذ فلان استاذ وقفت وإذا به ياخذني بالاعناق وسألني : استاذ لم تعرفني قلت له : اعذرني ابني لم أعرفك والعمر اخذ ماخذه مني . أخبرني وقال : استاذ اني (حمود) احد طلابك في المدرسة الابتدائية وانا اليوم (………) . هنا تفاجئت وأخبرته : نعم انت حمود الذي تمنى أن يكون (حمارا ) بالمستقبل وفعلا انت الان الحمار المناسب في المكان المناسب .
كم من هؤلاء أصبحوا في المكان المناسب لهم بعد أن تحققت أمنياتهم وضاعت أمنيات من أراد أن يكون وزيرا وطيارا وطبيبا ومهندسا يخدم بلده ولكن وقفت الموانع والعقبات في طريق وصولهم إلى أمنياتهم بعد أن تسلم مقاليد الحكم وزمام إدارة البلد حمود وأمثال حمود وجماعته تلك هي قسمة غير عادلة تسيد المشهد الفساد والفاسدين والقتلة المأجورين وهمشت فيه المبدعين والكفوئين من ابناء وطني مع الأسف الشديد واقع حال مؤلم جداً .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى