أخبار الرياضة

الى / معالي وزير الشباب والرياضة عدنان درجال :

حكاية طفل مظلوم اسمه أنس !!  وعد الحر دين 

 

بقلم والده / حيدر شعيب 

لا يكاد يمضي يوم منذ ان اعلن فيه أنس عن مظلوميته في 12 / 2 / 2022 وحتى الآن الاّ ويتصل فيه احد من الاصدقاء والاحبة او من التقي بهم صدفة في اي مكان سائلين عمّا وصلت اليه قضية مظلومية أنس وهل أنصفه الذي وعده بالانصاف واسترد له حقه ام لا ؟

ولهذا السبب وجدت من الضروري ان اكتب هذا الموضوع لاوضح فيه الصورة للجميع في نقاط اهمها :

 

? اولاً : فيما يخص لجنة التحقيق التي اوعز بتشكيلها معالي وزير الشباب والرياضة يوم 13 / 2 / 2022 واشترط ان يحصل على نتائجها خلال 72 ساعة ، فمنذ اعلان الخبر عن طريق صفحة السيد الوزير الشخصية وصفحة الوزارة الرسمية وحتى هذه اللحظة لم تُعلَن اي نتيجة لتحقيق هذه اللجنة ولم يتصل بنا أي شخص من الوزارة بخصوص ذلك ومن اتصل به من ذوي العلاقة لايرد على اتصالي. 

 

? ثانياً : اي جهة ذات علاقة بالموضوع لم تتصل لتعتذر مثلاً عما حصل ولم يعترف اي مسؤول بالظلم الذي حصل ، بل على العكس من ذلك تماماً فان العديد من الجهات ابتكرت اساليب وطرق لتحريف الحقيقة وصلت الى حد الادعاء بعدم صحة جدول نقاط نتيجة البطولة الذي هو في الاصل صادر من ادارة البطولة ومرفوعاً الى رئاسة اتحاد اللعبة. 

 

? ثالثاً : كان أنس قد طلب من السيد الوزير ان يتم ارساله الى معسكر تدريبي في اكاديمية نادال بالكويت كتعويض له عن استحقاقه الذي سُلِب ووعده السيد الوزير بان يتم ذلك وايضاً ( لاخبر .. لا چفيه …. ).  

 

هذا فيما يخص الاجابة عن تساؤلات الاصدقاء والاحبة ، وهناك امور اخرى ترسخت في ذهني وانا امر بهذه التجربة وددت ان اثبتها هنا لاصدقائي عموماً ولمن لايعرف شيئاً عن واقع الرياضة في العراق ويحب ان يصبح ابنه رياضي خصوصاً :

 

? ان كل من يتصل بي من الاصدقاء ليسأل عما جرى هو متأكد ان اي حل لن يحدث ولكنه حين يسأل ربما مثلي يُمنّي نفسه بمعجزة في انصاف مظلوم واحد في عراق يغص بالمظلومين والظالمين. فكم نحن مدركون لبشاعة واقعنا ويائسون من اي تغيير. وهذا هو نتاج سياسات حكام الصدفة الذين تحكموا بمقدرات هذا البلد وامكانات الكثيرين من ابناء شعبه من المبدعين التي قتلوها ودفعوهم امّا لترك مايحِبّوا او لترك البلد واللجوء لبلدان تقدر موهبتهم وتنمّيها لترفع بهم اعلامها في ميادين عالمية. 

 

? هناك تشجيع ودعم كبير وتحية كبيرة من الاحبة لأنني لم أسكت عن حق أنس ، وهذا ماجعلني التفت الى ان السكوت عن الحق اصبح هو رد الفعل المعتاد حتى اصبح صراخ وضجيج المظلوم المُطالِب بحقه امراً لافتاً يلاقي تشجيعاً وتحيةً من الجميع، وهذا هو اصل السبب في كل مانمر به اننا شعب سكت عن حقه مراراً وتكراراً حتى استفحل فيه الظالم واكل كل حقوق الناس وبتنا نغص بالحضيض الذي نحن فيه.   

 

? حين اعلنت انا عن موضوع مظلومية انس من خلال مناشدته هو ، لاحظت ان هذا المجال الرياضي مكتظ بالمظلومين الذي لم يكن أنس اولهم ولن يكون آخرهم ، للحد الذي جعلني اقرا كل التعليقات على منشور صفحة الوزير الذي اعلن فيه عن تشكيل لجنة التحقيق ، اذ كانت التعليقات تغص بشكاوى المظلومين ممن سُلبت حقوقهم دون وجه حق ارضاءً لفلان او فلان ، ضاربين عرض الحائط جهود هذا اللاعب على مدار سنوات من التمرين وتوفير مستلزماته من الوقت والمادة.  

 

? اذا كان هذا واقع الرياضة فهل بعد ذلك سنستغرب ونحن نرى الفشل يعم هذا المجال ؟!! 

واذا كان الوسط الرياضي يعاني مايعانيه من هذه الوساطات والمحسوبيات وهو الوسط الذي يعتمد على مجهود وموهبة جسدية شخصية تُهمّش ، فكيف هو الحال في باقي المجالات التي تعتمد على سوى ذلك وفيها مافيها من المغانم والمنافع التي يسيل لها لُعاب الطامعين ؟!!

 

? تأملت كل ذلك ووجدتني اسال نفسي : هل كنت على صواب يوم اردت ان أُبعد ولدي عن الشارع ومخاطره وانحرافاته في العراق ودفعت به الى ممارسة رياضة هي الاجمل والارقى لتسمو به ويسمو بها لاجده اليوم ومن ساحة تلك الرياضة يتذوق اول كأسٍ من الظلم المرير الذي خرّب في روحه الكثير من الامل وقتل فيه الكثير من الطموح ؟!!!  

 

? الحسنة الوحيدة فيما جرى هو محبة الناس لأنس ودعم المحبين والمنصفين وتشجيعهم لنا في فضح الفاسدين والمنتفعين ، وكشف الزيف عن بعض الوجوه التي تتستر باسم الدين وهي في حقيقتها تنتفع بامكانات الدولة وتسخرها لخدمة مصالح شخصية على حساب مصالح عامة تُداس وتُغتصب وحين تقف امامهم رافضاً الظلم وجهاً لوجه تجد منهم اللسان السليط الذي يرد باقبح الردود بكل سفالة ووضاعة ليكشف قناع الزيف والكذب الذي اعتادو الظهور والتمثيل به على الناس. 

 

? اذا كان الظلم ينال الرياضة بهذا الحجم ، وينال الطفل في الرياضة بهذه الصورة ، فهل سنسأل بعد هذا لماذا لايشعر الشاب بالانتماء الى بلده ؟! وهل نطالبه بحب البلد الذي لايجد فيه انصافاً ولا عيشاً كريماً ولا شارعاً نظيفاً ولا حياة مستقرة ولا حاكماً عادلاً ؟!!! 

الوحل الذي غرقنا به نحن كشعب لا احد يعلم عمقه وقذارته الا الله . حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من ظلم أنس وغيره من الرياضيين .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى