تقارير وتحقيقات

الوجه الآخر لثورة 14 تموز ـ 2ـ .. اختفاء نوري السعيد.. وحقيقة مصرعه

د . هادي حسن عليوي


كل الروايات التي دونتها كتب التاريخ إضافة الى البيان الرسمي لحكومة الثورة عن اختفاء ومصرع نوري السعيد.. جميعها كانت متناقضة.. وهذا سرد لشهادات: من قتل نوري السعيد.. وكل من ساهم بإخفائه أو تهريبه.. وشهادة شهود عيان؟.. يحوي هذا السرد أدق التفاصيل عن كل الأحداث التي جرت لهذا الرجل خلال 36 ساعة الأخيرة في حياة هذا الرجل!!

البداية:
توجهت فجر يوم الثورة (14 تموز 1958) سرية من الفوج الثالث اللواء العشرين بأمر الرئيس الأول (الرائد) بهجت سعيد والنقيب منذر سليم الى قصر نوري السعيد لاعتقاله.. وبدلالة المقدم وصفي طاهر والرائد إبراهيم اللامي (كون الأخيران سبق أن عملا مرافقين لنوري سعيد.. ويعرفان كل أقسام بيته).
يقول الرائد بهجت: (أخذتُ الدليلين ـ وصفي وإبراهيم ـ وسلمتها رشاشتي سترلنك مع ما يلزمهما من عتاد.. وانزل بهجت سريته وطوقت قصر نوري السعيد.. وطلبتُ من أفراد سريتي ضبط النار وعدم فتحها إلا بأمر مني).. وعند دخولهم بيت نوري السعيد وجدوه خالياً إلا من سائق سيارة نوري السعيد والعريف إبراهيم.
أما المقدم وصفي طاهر فيتحدث عن تلك الواقعة بالقول: (بعد أن وصلتُ قصر نوري السعيد كان المفروض أن تلتحق بيً سرية مدرعات لحمايتنا.. لأننا كنا نخشى أن تكون هناك قوة في هذا القصر.. لكن المصادفات هي التي ساعدتنا فقد كان الحرس الخاص بنوري السعيد من الشرطة قد انسحبوا إلى أماكنهم قبل مجيئنا بربع ساعة.. وإنني بصفتي الضابط الذي يقود السرية أمرتُ الرئيس الأول إبراهيم اللامي.. أن يقسم سريته إلى ثلاثة فصائل ينفذ اثنان منها إلى نهر دجلة من الجهة المحيطة بالقصر للحيلولة دون هروب نوري السعيد.. وفصيل آخر يتعقبني إلى داخل القصر فأخذتُ الفصيل ودخلتُ إلى الحديقة).

الهروب:
يضيف وصفي طاهر قائلاً: (وقبل دخولي وإثناءه بدأ إطلاق نار كثيف وصرنا نصرخ: “أنا واللامي”.. اقطعوا الرمي لان ليست هناك مقاومة.. لكن استمروا في الرمي.. واستمرار الرمي هو الذي سبب هروب نوري السعيد قبل تطويقه.. ولم يتم التطويق.. لان بهجت سعيد بقيً منشغلاً مع جنوده).
الواقع إن نوري السعيد هربً مسرعاً من القصر قبل وصول القوات المهاجمة إلى قصره بدقائق.. فقد علمً السعيد من الخبازة عمشه التي تسكن قريبة من قصره.. التي اعتادت جلب الخبز لعائلته صباح كل يوم.. فقد شاهدت القطعات العسكرية في الطريق.. ويبدو إن نوري السعيد اعتاد أن ينام في الصيف في سطح منزله المكشوف.. كمعظم أهالي بغداد.. حيث يقول الملازم هشام إسماعيل حقي: (انه رأى سرير نوري السعيد هناك في سطح منزله بعد ثلاثة أو أربعة أيام من الهجوم ورأى الخف (نعله) إلى جانب سريره.. مما يدل على حالة الارتباك الفجائية التي وقع بها السعيد.. بحيث أهمل احتذاء نعله).
من الثابت إن نوري السعيد تركً منزله هرباً إلى جهة النهر حيث يدلي صاحب الزورق الذي هَرَبهُ بإفادته إلى المجلس العرفي العسكري الذي أجرى محاكمة كل من كان له صلة بتهريب نوري السعيد.. حيث يقول حسون العيسى (76 سنة): (تركنا الزورق انأ وأخي عبود العيسى (60 سنة) على الشاطئ غير بعيد عنا.. كما كان في المنطقة ذاتها القاضي المعروف داود سمرة اليهودي ومعه سائق سيارته الحاج صالح مهدي يسبحان في النهر.. كما اعتادا أن يسبحا كل صباح في الصيف هناك).. وعندما سمعا أزيز الرصاص فوقهما خرجا من النهر واحتمى الأربعة بمسناة الشابندر.
لم تمضِ دقائق حتى شاهد صاحبا الزورق كهلاً حافي القدمين يتقدم نحوهما.. ويقول حسون العيسى: (شهرً الكهل المسدس بوجهنا وصاح بوجهي: بلام .. بلام .. يا الله عبرني ذلك الصوب (أي إلى جهة الرصافة).. فصعدتُ أنا وأخي معه إلى الزورق.. وطلبً منا تغطيته بشباك الصيد.. وعندما توسط الزورق بهم النهر).
يبدو إن نوري السعيد خشيً من الناس المتجمهرة بالجهة المقابلة فطلبً من صاحبي الزورق العودة وإيصاله إلى بيت صبيح الخضيري.. وعندما أوشكوا الوصول إلى بيت الخضيري سألهما السعيد: هل تعرفان مكان بيت الدكتور صالح البصام؟ فأجابا: بالإيجاب؟.. فقال لهما: إذن أوصلاني إليه.. وصالح البصام هو زوج بنت عبد الهادي ألجلبي نائب رئيس مجلس الأعيان.. وعندما وصلا قرب السلم الذي يوصل إلى الشاطئ بأعلى مسناة بيت البصام.. طلبً السعيد من صاحب الزورق حسون الذهاب إلى البيت للتأكد من وجود أهل البيت فيه.
رجعً العيسى بعد لحظات ليخبر نوري السعيد بوجودهم في البيت.. تركً نوري السعيد الزورق واستقبله مرتضى البصام المحامي.. وسأله السعيد عما استجدً من أخبار.. فاخبره مرتضى إن الجيش شكلً وزارة جديدة.. ويقول صالح البصام في مذكراته: (كانت ساعات عصيبة وجود السعيد عندنا حيث كانت القوات تفتش عنه.. فطلبً السعيد إيصاله إلى بيت الحاج محمود الأسترابادي في منطقة الكاظمية).. فمحمود الأسترابادي هو من أصدقاء نوري السعيد.

الاختفاء:
المهم تم إخفاء نوري السعيد في صندوق السيارة الخلفي.. وتوجهت السيارة إلى الصالحية فالكاظمية والى محلة القطان بالذات حيث دار الأسترابادي.. أمضى السعيد ليلته تلك في بيت الأسترابادي.. وتقول عائلة الأسترابادي: (إن السعيد كان يحمل راديو ترانزستور صغيراً يستمع به إلى الأخبار والأحداث.. وكل مدة قصيرة يصعد إلى السطح ليشاهد هل هناك طائرات بريطانية أو عراقية تحلق لإجهاض الثورة)!!.
في اليوم نفسه أصدرت حكومة الثورة بياناً تدعو فيه الشعب إلى إلقاء القبض على نوري السعيد حياً أو ميتاً.. ووضعت جائزة مقدارها عشرة ألاف دينار لقاء ذلك.

محاولة الهروب خارج العراق:
المهم غادر نوري السعيد بيت الأسترابادي متنكراً بزي امرأة في الساعة الثانية وخمس وأربعين دقيقة من ظهر اليوم التالي (15 تموز).. تقله السيارة السوداء المرقمة 1585 بغداد نوع شوفرليت حديثة.. عائدة إلى الحاج محمود الأسترابادي تصحبه زوجة الأسترابادي (60) سنة.. وخادمتها زهرة حيدر.. وكان يسوق السيارة السائق كاظم عمارة.
لندع السائق كاظم عمارة يتحدث عن هذه الواقعة قائلاً: (طلبت مني زوجة الأسترابادي الخروج من بغداد والذهاب إلى بيت الشيخ فارس الجريان (شيخ عشيرة ألبو سلطان).. وكان نائباً في مجلس النواب أيضاً.. وفي الطريق وإثناء ما كنتُ أسوق السيارة تعرفتُ على نوري السعيد الذي كان جالساً على المقعد الخلفي للسيارة.. حيث تعرفتُ عليه من خلال مرايا السيارة التي أمامي.. وقد تنبه نوري لذلك فقال ليً: “اسمع ابني كاظم أني عندي ولد واحد اسمه صباح.. فإذا نجوت من هذه المحنة سيكون لي ولدان صباح وكاظم”.. وعند وصول السيارة إلى منطقة أبو غريب شاهدوا ثلة من الجنود يحققون في هويات الخارجين والداخلين من والى بغداد.. ويضيف عمارة قائلاً: (طلبوا مني العودة إلى بغداد حيث أوصلتهم إلى بيت بنت الأسترابادي زوجة هاشم جعفر شقيق الوزير السابق ضياء جعفر).
وحال دخولهم البيت شاهد نوري السعيد عمر بن هاشم جعفر يخرجُ من البيت.. فخرج السعيد ومن معه فوراَ من البيت.
وفعلاً كان حدس نوري السعيد بعمر صحيحاً.. فقد ذهب عمر مباشرة إلى وزارة الدفاع.. وقابل قائد الثورة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم واْبلغه إن نوري السعيد موجود في بيتهم.. فذهبت مفرزة من الانضباط العسكري إلى بيتهم.. وبالطبع لم تجد السعيد .. (يذكر إن عمر حصل على الجائزة المخصصة لإلقاء القبض على نوري السعيد بحصوله على بعثة دراسية في لندن على نفقة الحكومة بناء على طلبه).
المهم بعد خروج السعيد والنسوة سار الثلاثة في شوارع منطقة البتاويين سيراً على الأقدام بأمل الوصول إلى بيت الشيخ محمد العريبي (شيخ عشيرة ألبو محمد) في مدينة العمارة.. وهو أحد أعضاء مجلس الأعيان.. الذي يقع بيته في المنطقة نفسها.. لكنه من الجهة القريبة من قصر الأبيض.. حيث كان هَمْ نوري السعيد مغادرة العراق.. ولهذا فكرً في الذهاب إلى بيت محمد العريبي الذي يستطيع تهريبه إلى مدينة العمارة المحاذية لإيران.. وسيكون من السهل الوصول إلى إيران التي كانت آنذاك عضواً في حلف بغداد.
كان بيتنا (أنا د. هادي حسن عليوي.. كاتب هذه الدراسة) في منطقة البتاويين في الفرع المجاور لسينما أطلس حالياً.. وكان عمري آنذاك 18 سنة.. واذكر إنني كنتُ واقفاً أمام دارنا.. وامسكُ بيدي خرطوش الماء (الصوندة) لرش الشارع بالماء.. وإذا بثلاث نسوة محجبات بحجاب وجه مررنً من أمامي.. فأخفضتُ فوهة (الصوندة) لإفساح الطريق لهنً.. واستغربتُ بادئ الأمر لأنه لا توجد في شارعنا بل في منطقتنا نسوة محجبات.. بعدها قلتُ ونفسي لعلهن جئنً ضيوفاً إلى بيت جميل ألخاصكي الذي يقع في نهاية شارعنا من جهة شارع أبو نؤاس.
المهم إن (النسوة) عبرنً شارع السعدون إلى الجهة المقابلة.. وما هي إلا ربع ساعة.. وإذا بصوت أطلاقة مسدس.. فأسرعتُ أنا صوب مكان الإطلاق.. وأثناء الطريق سمعت ثلاث أطلاقات أخرى.. وعند وصولي المكان (خلف مدرسة البتاويين الأولى الابتدائية للبنين).. وجدتُ نوري السعيد متمدداً على الأرض.. وما هي إلا لحظات حتى فاضت روحه.
نعود قليلاً إلى الوراء: كيف قضى نوري السعيد الربع ساعة دون الوصول إلى بيت الشيخ محمد العريبي؟ الذي لا يبعد عن بيتنا خمس دقائق سيراً على الأقدام.. الظاهر إن نوري السعيد والمرأتين معه لم يكونوا يعرفون بالضبط مكان بيت محمد العريبي.. وكان الحرُ شديداً (منصف شهر تموز).. وأبواب البيوت موصده.. إضافة إلى تخوف المرأتين من الاستفسار من أي شخص.. وبعد أن فقدوا أملهم وجدوا طفلاً في نهاية الشارع الذي تقع فيه المدرسة فسألوه عن بيت الشيخ محمد العريبي.
كان اسم الطفل ليث وأبوه خضير صالح السامرائي عريف في القوة الجوية في معسكر الرشيد.. الذي جاء إلى بيته قبل ساعتين.. ويروم الالتحاق بوحدته لوجود إنذار في الجيش.. ولما سمعً الأب النسوة.. خرج الى الباب وردً بسخرية (بابا وين بقى شيوخ!!.. الثورة سحقت الإقطاع وكل الخونة).. لم يتحمل نوري السعيد كلامه فرفعً العباءة قليلاً من وجهه.. فإذا بليث يصيح بأعلى صوته: (بابا هذا رجال!!).. وهكذا انكشف أمره.

مصرعه:
لنستمع إلى أقوال خضير صالح السامرائي (قاتل نوري السعيد).. حيث يقول: (وعلى الفور.. سحبً الرجل الذي عرفته انه نوري السعيد مسدسه.. وأطلق عيارتين الى الأعلى لتخويفي.. لكنني هجمتُ عليه وانتزعتُ منه المسدس وأطلقتُ رصاصتين نحوه.. الأولى أصابتهُ في أعلى صدغه.. خدش بسيط.. والثانية لم تصبه.
كان السعيد خلال فترة اختفائه التي تجاوزت 36 ساعة لم يأكل شيئاً.. ولم ينم.. فسقطً على الأرض.. وفرت الخادمة زهرة إلى نهاية الشارع لتدخل بيت أستاذ سليم (معلم.. لا أتذكر اسم أبيه).. وتحمل معها حقيبة متوسطة الحجم.. وفي تلك اللحظات جاءت سيارة بيكاب محملة بالرقي.. ويركب في مقدمتها عبد بائع الرقي في منطقتنا.. الذي نزلً مسرعاً حاملاً سكينته.. وما أن وصل إلى جثة نوري السعيد حتى طعنه عدة طعنات.. وركضً إلى زوجة الأسترابادي وأجهز عليها بسكينته.
أما الخادمة زهرة حيدر فتحدثت عن الحادثة أمام المجلس العرفي العسكري حيث قالت: (كنتُ احملُ حقيبة متوسطة الحجم تعود لنوري السعيد.. ولا اعلم بمحتوياتها.. وعندما اختفيتُ في بيت المعلم سليم عند إطلاق النار.. لا أعرف أين وضعتها؟).
الحقيقة إن المعلم سليم لا دخل له سوى راتبه الشهري الذي يعيش عليه.. لكن بعد ستة أشهر على هذه الحادثة اشترى داراً في المنطقة وسيارة وأثاثاً جديداً وأموره المالية تحسنت!!
تبين فيما بعد انه المقدم وصفي طاهر.. والذي افرغ ما تبقى برشاشته في الجثة.. بعدها نظرً وصفي طاهر الى الواقفين حول الجثة خمسة أشخاص.. هم: (أبو ليث.. واحمد الحاج عبد الأمير الزبيدي.. وجابر شكري.. ويوسف السامرائي ـ صهر أبو ليث.. وأنا هادي حسن عليوي).
المهم: ما أن لفظً نوري السعيد أنفاسه حتى مرت لحظات صمت.. اخترقه صوت إطلاق نار من رشاش ضابط جاء يركض إلى مكان الحادث.. وحال وصوله استعد أبو ليث للضباط.. الذي تبين انه وصفي طاهر الى الواقفين حول الجثة خمسة أشخاص.. هم: (أبو ليث.. واحمد الحاج عبد الأمير الزبيدي.. وجابر شكري.. ويوسف السامرائي ـ صهر أبو ليث.. وأنا هادي حسن عليوي)..
طلبً وصفي من أبو ليث جلب الجثة إلى ساحة النصر القريبة من مكان الحادث.. وركض وصفي متوجهاً إلى تلك الساحة.. وفي الوقت ذاته حضرت سيارة عسكرية ستشين نوع شوفرليت.. حملت جثة بيبية قطب (زوجة الأسترابادي).. وذهبت إلى بيت المعلم سليم.. حيث تجمهر عدد من سكان الشارع.. واخرجوا الخادمة من البيت وأشبعوها ضرباً وشتماً.. وادخلوها في السيارة التي انطلقت بسرعة !!

انتحار نجل السعيد:
كان صباح ابن نوري السعيد قد اختفى صبيحة الثورة.. وحال سماعه بمقتل أبيه خرجً من مكان اختفائه الى الشارع في منطقة الصالحية قرب الإذاعة العراقية.. وأخذ يهتف هتافات.. وسحب مسدسه وانتحر.
جثة نوري السعيد:
أما جثة نوري السعيد فقد تم سحبها من قبل أبو ليث وشخص آخر إلى ساحة النصر.. ونحن الخمسة نسير خلفه.. حيث كان المقدم وصفي بانتظارها.. وما هي إلا لحظات وإذا بسيارة عسكرية تقف ليضع وصفي طاهر الجثة فيها.. وينطلق بأقصى سرعته إلى وزارة الدفاع التي كان يتواجد فيها الزعيم الركن عبد الكريم قاسم.
بعد أن تأكد قاسم ومن معه من شخص نوري السعيد وفاته.. أمر بأن ينقل جثمانه إلى المستشفى.. ثم الطب العدلي لاستكمال الإجراءات الأصولية لدفنه في المقبرة المجاورة للطب العدلي.

التمثيل في الجثة:
في فجر اليوم الثاني ذهبًت ثلة من الأشخاص ونبشوا القبر وأخرجوا جثة نوري السعيد وربطوها بحبل.. وأخذوا يسحلونها باتجاه باب المعظم فشارع الملك غازي.. ثم شارع النضال حتى القصر الأبيض.. ليدخلوا من الشارع الخلفي لوزارة التعليم العالي.. توقفوا عند مديرية المساحة العامة.. مقابل محطة وقود الكيلاني.
ولم يشبعوا من كل ما قاموا به.. بل جلبوا بنزين من المحطة وصبوه على الجثة وأحرقوها عصر يوم الأربعاء 16 تموز.. وكلما خفت النار يجلبون بنزين ويصبوه على الجثة لتشتعل من جديد.. واستمر الحال الى ساعة متأخرة من الليل لتتفتت العظام وتصبح رماداً اسوداً.
خمدت النار فيها.. ولم يبقى أحداً.. يقال إن أحد المارين جمعً ما تبقى من رماد وأشلاء في كيس وحملها إلى الكاظمية.. حيث تم دفنها في جانب من مقبرة السيد حسين السيد يونس.. حسبما ما ذكره عبد الهادي ألجلبي (والد الدكتور أحمد ألجلبي).. فيما بعد حينما التقى بهذا بالرجل.
___________

ملاحظة: انتظرونا مساء غد في الحلقة الثالثة.. (الأخيرة) من : الوجه الآخر لثورة 14 تموز ـ 3 ـ .. (الثورة تأكل أبنائها).

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. وفعلا الشعب العراقي استحق منوحكمة بالحديد والنار بعد ١٩٥٨ منذ أن حاول العراقيين تبييض وجة المجرم قاسم وعصابته إلى او ووصل ابن قرية العوجة الذين ساموا العراقيين سوء العذاب وتجول قصر الرحاب إلى قصر النهاية لكي يعذب ويقتل العراقيين بداخله جزاء لمن رقص وصفق للجريمة ١٤ تموز الاسود ((ولاتحسبن اللة غافل عما تفعلون))

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى