مقالات

المونديال بين الماضي والحاضر

 

كتب زيد السربل
 
قرأنا قصص وحكايات المونديال في الماضي منذ ان بدأ في الاورغواي عام ١٩٣٠م وتابعنا بشغف ماكتبه اوائل الصحفيين والمؤرخين حول الحقبة التي سبقت انطلاقته والمشاورات المكثفة بين الرجال الذين صنعوا المجد لهذه البطولة التاريخية ووضعوا حجر الاساس وقواعدها الاولى وفي مقدمتهم الفرنسي جول ريميه… ثم شاهدنا مباريات هذه البطولة العالمية منذ فترة السبعينات عبر الشاشات وماصنعه الجوهرة بيليه ومنتخب البرازيل السحرة والمنتخبات الكبيرة مثل المانيا والارجنتين وأيطاليا …. ثم جاءت الفرصة لي شخصيا على طبق من ذهب للمشاركة الفعلية وسط اجواء هذا المونديال بحكم عملي في المهنة وتغطية احداث نهائيات كأس العالم لكرة القدم منذ صعود منتخب الكويت الوطني لكرة القدم كأول فريق عربي آسيوي عام ١٩٨٢ م ثم تجددت وتكررت الفرصة للتغطية مرة اخرى عندما تأهل الاخضر السعودي لنهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة الامريكية عام ١٩٩٤ م وفي فرنسا عام ١٩٩٨م … وسنحت لنا الفرصة للمرة الرابعة في مونديال المانيا عام ٢٠٠٦م لنقف خلف منتخبي السعودية وتونس ومتابعتهما اعلاميا من الاراضي والملاعب الالمانية … تجارب اعتبرها من العيار الثقيل منحتني شخصيا فرصة معايشة هذا الحدث العالمي في الميدان وحصيلة من الخبرة الاعلامية في تغطية مثل هذا المونديال الذي لايتكرر الا مرة كل اربع سنوات …. سجلت ودونت مشاهدات كثيره ونحتفظ بذكريات وصور جميلة ستبقى عالقة في الذهن الى الابد …. وجاءت اللحظة التاريخية التي كانت في الانتظار منذ زمن بعيد بحصول دولة قطر وبكل ثقة على مفاتيح وصكوك اقامة المونديال الثاني والعشرين في عام ٢٠٢٢ كأول دوله عربية شرق اوسطية …ومنذ اللحظة الاولى عقب اعلان تسميتها لتنظيم المونديال تفتحت الاسوق والابواب والطرقات على مصراعيها وهيأت قطر كل الظروف والسبل من اجل أن تكون على اهبة الاستعداد لاستقبال جموع جماهير العالم في ربوع قطر في هذه المناسبة العالمية…… ونجحت آليات عملها بسواعد ابناءها المخلصين بأن تخطو وتثب خطوة بعد خطوة حتى اصبحت على اتم الجاهزية لاحتضان هذا الحدث الرياضي العالمي … حدث ثري بماضية التاريخي وارثه ومتخم بالارقام والاحصائيات والمفاجآت التي تتبدل وتتنوع بين بطولة وأخرى …ولمع خلال هذا الحدث اساطير ومشاهير ستبقى اسماءهم خالده في التاريخ ولن تنمحي مثل الجوهرة بيلية والساحر مارادونا وكرويف وبيكنباور وبوشكاش وازيبيو وزاجالو وجارنشيا وبوبي مور ياشين وغيرهم والقائمة طويلة … ومع التغييرات النمطية للاحداث والتطورات الجديدة في القوانين وأساليب اللعب والتدريب ووسائط الاعلام وكل مايتعلق في شؤون ونظام لعبة كرة القدم ويرتبط بها لتتماشى مع النقلة العصرية وتتواكب مع المتغيرات التقنية الحديثة اصبح هذا المونديال بثوب عصري حديث يلمع بريقه في كل مكان بسبب ثورة الاتصالات وبعد ان أصبح العالم قريه واحدة… اصبح المونديال بوجه آخر وبصورة مختلفه الى حد ما ولكن بشكل اكثر اشراقه ولمعان وبفضل ما أضافته قطر من اضافات عالمية جديدة رغم تمسك واحتفاظ بعض اقطاب كرة القدم في العالم بمكانهم في الصفوف الاولى والامامية للمونديال .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى