تقارير وتحقيقات

الرعي العشوائي يتسبب بظهور الأوبئة… منها الحمى النزفية

 

رفقة الأعظمي

زادت ظاهرة الرعي العشوائي للمواشي والدواب مؤخرا في العاصمة بغداد، وكان آخرها انتشار مقاطع فيديو لقطيع من الجاموس يرعى في طريق القناة شرقي بغداد، وذلك في وقت أطلقت فيه وزارة الداخلية حملة كبيرة لمنع انتشار المواشي في المناطق السكنية منذ قرابة 10 أيام.

وتتزامن هذه الظاهرة مع تفشي فيروس الحمى النزفية الذي ينتقل من المواشي للانسان، حيث قاربت الاصابات الـ100، فضلا عن تسجيل عدد من الوفيات، وهو ما يتخوف منه مراقبون ونشطاء في البيئة من ازدياد في أعداد المصابين بالحمى النزيفية، لا سيما وأن آثار جائحة كورونا لم تنته بعد.

وكانت أمانة العاصمة العراقية بغداد، قد أعلنت في وقتٍ سابق، تعرض موظفيها لاعتداءٍ وذلك خلال عملهم في مصادرة المواشي التي ترعى داخل المدن. وذكرت الأمانة في بيان أن “كوادر الأمانة في منطقة الشعب تعرضوا إلى اعتداء بالسكاكين خلال حملة لإزالة التجاوزات المتمثلة بحظائر الأغنام ضمن منطقة الشعب شمال شرق بغداد”.

وقالت الأمانة، إن “الأمر، دعا القوة الامنية المرافقة للكادر إلى اعتقال أربعة من المتجاوزين، وتسييرهم إلى الجهات المختصة مع استمرار الحملة التي شهدت مصادرة عدد من الأغنام وإزالة الحظائر”.

وتمثل ظاهرة الرعي داخل المدن والأحياء السكنية مأزقًا لسلطات العاصمة، إذ تنتشر تلك المواشي بين البيوت، وتسبب على الدوام النفايات والزحامات في التقاطعات المرورية والشوارع الرئيسية.

وتعمد أمانة بغداد إلى احتجاز تلك الأغنام أو الأبقار في أماكن غير مخصصة لذلك، مع صعوبة توفير الطعام والشراب لها، إلى حين عرضها في مزاد لبيعها مرة أخرى.

من جهته، قال الناشط عمر حسين، إن “من يجوب في شوارع بغداد سيشاهد المئات من رؤوس الأغنام تباع وتذبح على قارعة الطريق، بل إن بعضها يعرض قرب مؤسسات حكومية”.

ويرجع السكان المحليون تلك الظاهرة إلى غياب الرقابة وشيوع ظاهرة الفساد بين المسؤولين في الأمانة الذين يتحصلون في بعض الأحيان على مبالغ مبالية من الرعاة وأصحاب المواشي مقابل تركهم وعدم ملاحقتهم.

من جانبه، لفت علاء العبيدي، وهو أحد الرعاة الذين يجوبون مناطق في بغداد، إلى أن “لجوءنا إلى هذه المناطق بسبب بعدنا عن أماكن الرعي، وقربها على منازلنا، فضلاً عن توفر النفايات بشكل كبير، ما يعد طعاماً مناسباً للمواشي، دون دفع أية تكاليف لشرائها، خاصة وأن العلف الحيواني غالي نسبيًا، ومن الصعوبة الحصول عليه في مناطقنا غير الزراعية”.

وكانت وسائل إعلام عراقية، قد بيَّنت أن “دوائر البلدية محقة في فرض القانون، لكنها تتجاهل تنفيذه عندما يتعلق بأشخاص على ارتباط بأحزاب، وجرّاء ذلك تنتشر الأوبئة الحيوانية، وأحياناً تتسبب بوفاة مواطنين جراء هذه الأمراض”.

وبحسب خبراء في المجال الزراعي فإن رعي الأغنام يسبب ضررًا كبيراً بالأشجار، فالأغنام تأكل تلك الأغصان الصغيرة التي من ستزهر في الفصول المقبلة، إضافة إلى تدمير البنية التحتية للتربة والضرر على نوعيتها وأيضاً يخفف من ترشيح الماء في التربة.

تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى