مقالات

الحشد والمنزلق الحكومي…

بقلم / كاظم الجبوري


بعد أن حقق العراق وأهله الانتصار الكبير على داعش ​وتخلص من أذنابه بشكل نهائي ، ولكن يمكن أن يقال إنّ والداه داعش مازال زواجهم قائم وأنجابهم مستمر ! رغم أنهما مختلفان في الدين والملة ولكن الأمور على ما يرام، فيجمعهما حب الشهوة من قبل الأم وحب المصلحة من قبل الأب؛ فلذلك يمكن أن يكون القصف المسير الأخير هو من المداعبات العاطفية من قبل الأب ومن أموال الأم الحنونة وتأثير شرهما يمكن أنْ يزداد مستقبلًا وهذا يحتاج من أهل الحنكة والرأي أن يدعموا ويقووا وسائلهم الدفاعية التي تحقق فيها ذاك الأنتصار ومنها كان الحشد المقدس كما تردد.
فالحشد كان أحد الركائز الرئيسية بل الأساس في تحقيق الهزيمة للولد الضال ولكن ملوحظ وبشكل غريب أن القدسية لتلك الأنفاس القتالية والدماء الشرفية التي زهقت وسالت من قبل الشعب بدأت يضعف بيرقها في الحاضر وممكن أن يتلاشى في المستقبل! وهذا الضعف لم يأتي اعتباطًا بل جاء من مؤامرات كبيرة في الداخل والخارج حتى تم توجيه هذا الفصيل إلى المقصلة الحكومية من أجل ان يحل به ماحل وتم توريط بعض رموزه السياسية بحكومة فاشلة وضعيفة لا يستطيع رجل الدولة أو شيخ المجاهدين أو كبير المقاومين أو صاحب السطوة أومحرر الشام أو وقاتل القوقاز والشيشان من يقدموا شيء، ولا حتى يعود زمن العراق إلى ضرغامه كما قالوا، فأين السيف من المنجل.
وأصبحت أطراف هذه الحكومة ومنهم هذا التشكيل بعد أن كان محورها الأساسي كالُعاب سائل لذيذ الطعم بين فكي أفعى ولحي اللّهذم، فبين فك علوي متمثل بالشيطنة الأمريكية وفك سفلي متمثل بالخنوع الإيراني، ومن خلفهم فمٌ حكومي لا يستطيع ذاك الطعام المرور من خلاله.
نعم هذا المنزلق الحكومي ما زال يورط بهؤلاء القوم الذين أنستهم طيبت المياه وحلاوة الطعام والريش والرخام وعروش الخضراء قد نسوا قسوة الأيام ومحنت اللئام وهجر الرمال وذاكرة فقد الصحبة الذين سقطوا في جبهات القتال، لينعشوا ويرغدوا على حساب ما كان، فرغدوا وتطيبوا فلكم ما وعدتم؛ ولكن أخشوا من غدر الصحبة ووقاحة الأخوة وبطش الزمان وأن طالت السنوات وبدون تنبئ أو أحلام فيكون المصير مصير الصحابة من قريش عندما كانوا يعرفوا بأهل الدعوة والجهاد وينتصروا بهم أهل الدين وأن كان أسمئهم فقط في خوض الفتوح وتحقيق الانتصار، ولكن بعد زيادة العطاء وحلاوة نخيل الكوفة وظل حدائق الشام وجمال النساء وتعدد الأجناس وأبهت الألقاب فارغدوا وناموا فلم يعلموا حتى ذبحوا في بيوتهم وكل واحد فيهم يردد أنا القرشي أنا الفاتح، فلم يشفع ذاك له، وهكذا أستمر الحال حتى في العصر الحديث فالشيوعيون أيام النظام الهاشمي هم يعرفوا بفقراء القوم وفي تشرين 1963 قتلوا شر قتله، والقومين والعروبيين من الوحدة حتى استباحت دورهم في 1967، وهكذا حتى من قريب كان الدعاة لها الحشمة والقدسية ونحن نشاهد اليوم الكل ينادي أخرجوهم من أدارة العراقين، فلا تخطوا وتصبحوا حاطب ليل في حكومة عثمان لا فيها عدالة الإمام على أو سياسة عمر العدوي أو فتوح ابن قحافة التيمي أو بطش معاوية ؛ لتستمروا وأنتم تفقدوا الأعزة بين الكاتم والمسير، وهذا المنزلق واحة رخوة من المحال اصلاح ترعها وضفاف أراءها.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى