مقالات

التطبيع بين الرفض المعلن… والقبول المخفي

 

فارس الحسناوي_رئيس التحرير

التطبيع مصطلح سياسي يشير الى جعل العلاقات طبيعية بعد فترة من الخلافات و العداوة والقطيعة لأي سبب كان حيث بعدها تعود العلاقة طبيعية وكأن شيء لم يكن ولم يحدث.

ولعله لا يخفى على الجميع حجم العداء والاجرام الصهيوني للعرب عامة والمسلمين خاصة منذ فجر الإسلام حيث عمل اليهود بكل ما لديهم لنصب الكره والحسد والبغض إلى الرسول الكريم محمد (ص) ومحاولاتهم المتكررة لقتله والاستهزاء به باستخدام كافة أدواتهم فالأمر ليس بالغريب على الجميع ليستمر هذا العداء الى الصهيونية بأفعالهم الدونية للمسلمين إلى يومنا هذا .

فاليوم اختلف الوضع وبات بعض المسلمين مرحبين بمد أيديهم للمغتصبين بداعي السلام المزعوم من قبل العملاء في دول الخليج العربي فهم يروجون للسذج ان التطبيع مع اسرائيل بداية الرفاهية والتطور والعيش الرغيد فهو ليس الا تعاون ثقافي وعلمي وفني او مهني ويجب ترك الماضي والدماء التي أريقت بغير ذنب وازالة الحواجز النفسية لدى الانسان العربي والمسلمين بالخصوص.

وهذه الأفكار للاسف الشديد انطلت على الكثير من العراقيين ورسمت لهم الاحلام الوردية من سبل الراحة بعد معانقة ال صهيون فبدأت بعض مواقع السوشيال ميديا والمؤسسات الإعلامية المدعومة من اموال الخليج العربي بتسويق هذه الأفكار وترسيخها لدى المواطن العراقي الذي عانى بكل الاوقات من دمار الحروب والارهاب والفساد بمؤسسات الدولة .

فالبعض لم تنطلي عليه هذه الأفكار الخبيثة لقناعته التامة بأن الصهيونية من المستحيل ان تنوي عمل الخير للمسلمين بعد التطبيع بوجود الادلة الدامغة فهم مسيطرين تماماً على اغلب الموارد الغنية في قارة إفريقيا منذ القدم وها هم الشعوب الافريقية يتضورون جوعاً وامراضاً وتهجير ولم يمدوا لهم يد العون رغم استغلال ثرواتهم بل العكس عملوا على تجهيزهم بالأسلحة للاقتتال فيما بينهم فرفض بعض العراقيين المدركين هذه الافكار علناً وبدون خوف و مستشهدين بآيات قرأنية تحثهم بعدم الامان لليهود لمواقفهم وتاريخهم الدموي بحق المسلمين .

وهناك من انطلت عليه الفكرة وصدق الاعلام الامريكي والخليجي لمستقبل مزدهر للشعوب العربية كما اسلفنا سابقاً فالبعض منهم أعلن أنه لا مانع لديه من التطبيع لما سيجلبه لنا من رفاهية ونهاية المعاناة وهؤلاء اغلبهم من الاطفال والمراهقين،

ومنهم متخوف من إعلان موقفه من التطبيع لكون المجتمع الذي يعيش فيه يرفض التصافح مع إسرائيل مما يجعلهم متخبطين بآرائهم و يتطرقون لبعض الحجج التافهة والكلام غير الواضح خوفاً من ردة فعل الشارع الرافض للتطبيع وهذا مايعرضهم للخطر لو افصحوا عن موقفهم الحقيقي المخالف للإنسانية والدين الاسلامي.

فحرب التطبيع بدأت بقوة وسوف تفرز مشاكل لا يتحملها الشعب العراقي الذي هو بالأساس محمل باليأس والمعاناة من فساد ادارة الدولة وكذلك تركت الحروب التي خاضها منذ حكم نظام البعث الى يومنا هذا أثرا بالغا ومؤلما في نظرته للمستقبل الذي يراه مجهولا في خضم هذه التداعيات المتوالية .

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى